«توتة» قطة صغيرة، لكنها مشاغبة جداً..
أهداها أحدهم لابن أخيه المولع بالحيوانات الأليفة..
تمادى شغبها، بتمادي ولع الصغير بالحيوانات غير الأليفة أيضاً..
الصغير تحولت إحدى ردهات بيتهم لمأوى طيوره المختلفة أنواعها، وفصائلها، وألوانها، ولزواحفه غير السامة من الثعابين، والحنشان، ولأنواع أخرى كالأرانب، والوبر، والسناجيب، والطواويس,.. والدواجن الأخرى النادرة..!
أما «توتة» فهذه الحديقة محرمة عليها..,
تتحسر لذلك.. وتتقافز،.. تبدل سلوكها تماما بشكل لافت..!
إذ تذهب ثائرة نحو الصغير, وإخوته.. تعضهم.., تخدشهم، تتناول أطعمتهم..
وأكثر تعبث في حجراتهم..، تمزق بمخالبها المشذبة أوراقهم،.. وحين لا تتمكن من ذلك تغرز أسنانها بقوة لتنال منهم..
لم يصدق الأبوان هذا السلوك العدواني الذي تبدت عليه أفعال « توتة « فقررا مراقبتها..
هي تتسلل بين فينة، وأخرى نحو حديقة الحيوانات والطيور.., وكلما هم أحد بالدخول إليها حاولت بحذق مذهل الانسياب المائي من بين قدميه للداخل منها,.. فتتطاير أجنحة الطيور, وتهرب الحيوانات الصغيرة، تندس في جحورها المصنعة، فيتنبه الداخل إلى أن هناك ما أزعجها فتكون «توتة» الوديعة التي تبدلت لهرة عنيفة عدوانية..
فكر الأهل أن يأخذوا «توتة» لخارج البيت،.. إما بإهدائها لأسرة صديقة، أو بتركها للشارع ترحل حرة طليقة.., وهناك يمكنها مصارعة الحياة بقوتها، وعدوانيتها التي ظهرت فجاءة أمامهم..!!
بكى الصغير يريد قطته.. لكنها غير تلك الوديعة.. لم تعد تنام، ولا تهدأ..
خيره أهله بينها، وبين طيوره، وحيواناته، وزواحفه، ودواجنه...
فكر الصغير كثيراً..
وصفن يفكر، ويفكر..
وقبل أن يصل لفكرة،
وهو يقف جوار حديقته العامرة بأولئك.. وقد نسي بابها مواربا..
سمع جعجعة النازلين بها، تصادم أجنحة طيورها، ركض الدواجن فيها, هروب أكثرها محاولة طيران..!!
كانت «توتة» قد انقضت على أرنب صغير، أبيض منعم الفرو.., تلتهم منه بقوة وعجلة..
بينما عن مسافة كان أحد الزواحف يطل بعينيه الداكنتين كما الفص في الخاتم نحو المعركة..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855