الجزيرة - أحلام الزعيم:
«أربعة».. هتف الأطفال ببراعة وسرعة مذهلة فور انتهاء معلمتهم من جملتها الحسابية «9-7+2».
المفاجأة الأكبر أن تأتي هذه الإجابات السَّريعة من أطفال لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات ونصف فقط. فهم يجلسون بنباهة شديدة أمام كل واحد منهم عدادٌ صغيرٌ يمكَّنهم من القيام بعمليات جمع وطرح في وقت واحد وبطريقة سريعة، في الوقت الذي بالكاد يعد أقرانهم من الأطفال حتَّى العشرة.
ويعد ذلك مرحلة أولى لتطبيق ما يعرف بـ»الرياضيات الصينية» أو رسميًّا «النظام العالمي للحساب الذهني باستخدام العداد» التي تمكن الطالب في الصف الخامس الابتدائي من ضرب وجمع وطرح أرقام بالملايين في ثوانٍ معدودة ودون استخدام الآلة الحاسبة. يعمل هؤلاء الأطفال بين نشاطاتهم الصفية واللا صفية في تناغم وانسجام لا يتناسب مع أعمارهم.
ففي الوقت الذي بات اتجاه السعوديات نحو المشروعات المعنية برياض الأطفال واضحًا في سبيل مواجهة الطَّلب المتزايد على خدماتها، حرصت غادة المشعان عند بدء مشروعها أن تَتمَّيز بقلب الأم وعقل الإداري الناجح. فجعلت وظيفتها السابقة في البنك منهجًا لها في التفكير خارج القوالب الاعتيادية، بعيدًا عن النَّمطية في إيجاد الحلول، وجعلت من حاجتها كأمٍّ وحرصها على سلامة أطفالها دليلاً يقودها لِكُلِّ ما يمكن أن يضيف لعالم الطُّفولة.
أثناء زيارة «الجزيرة» لمقرِّ المدرسة كان وجود صاحبة المدرسة في مشروعها الخاص وعدم توكيل وتفويض مهامها أحد أبرز الملاحظات التي دونتها. «العمل مع الأطفال غير عادي، موحٍ ومولد للطَّاقة الإيجابيَّة، الطفل لا يجامل، محبته صادقة وكراهته لا يخفيها».. هكذا تروي صاحبة المدرسة غادة المشعان شعورها في عملها مع الأطفال.
«نقول للأم: شكرًا إن تركتيه ساعة إضافية يلعب بها معنا» وهكذا تجيب الأمَّهات السائلات عن موقف المدرسة في حال تأخَّرت عن موعد خروج ابنها.
المشعان لها وجهة نظر جديدة حين وجهنا لها سؤالاً عمَّا إذا كانت مدارس رياض الأطفال مطلب الأمَّهات الطالبات والمُوظَّفات فقط، أم أن ربات البيوت أيْضًا يضعن أطفالهن بها؟
لتقول: «حتى الأم غير المُوظَّفة باتت معنية ومهتمة جدًا بإلحاق طفلها في مدرسة رياض أطفال، مكوث الأطفال مع أمَّهاتهم طول اليوم لم يعد الأكثر أهمية وفائدة كما كان في أطفال الأجيال السابقة، فالوقت الذي يجب أن تقضيه الأمُّ مع طفلها نوعيٌّ وليس كميًّا حتَّى تقدم ما يمكنها أن تكون أمًّا مثالية في الوقت النوعي الذي تقضيه مع طفلها».
وإضافة إلى تدريس الرياضيات الصينية منذ سنٍّ مبكرة، تُعدُّ غادة أن نقاط القُوَّة التي تبثها في مشروعها منبعثة من الكادر الوظيفي الذي لا يتوانى عن الابتكار وتطبيق الجديد في كلِّ الأنشطة.
«المشعان» لم تقف في مدرستها عند هذا الحدِّ، إذ إنهَّا تعتقد أنه لا بد من أن يصبح المشروع أكثر عطاءً واستمرارًا وأقدر على الثبات والمنافسة. وبالتالي فإنَّ الخطوات التي تتخذها في سبيل التطوير اعتمدت إستراتيجيَّة التوسُّع في تقديم خدمتها على صعيد الصفوف الدراسية التي ستبدأ بفتحها حتَّى الصف الثالث الابتدائي بدءًا من العام القادم.