تغول اللوبي الصهيوني الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية أصبح أمراً لا يقبل ولا يُستساغ من قِبل المواطن الأمريكي الذي وإنْ عُرف عنه عدم اهتمامه بالسياسة الخارجية واهتمامه أكثر بما يتعلق بأوضاعه الاقتصادية والمعيشية، إلا أنه وبتوسع استعمال الاتصالات الاجتماعية ووسائل الإعلام الجديد بدأ يفهم ما يدور حوله من أوضاع سياسية، وبما أنَّ المواطن الأمريكي غير مسيَّس فقد أخذ يستشعر مدى استغلال إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يكاد يكون مسؤولاً عن (رفاهية الإسرائيليين) دون أن يهتم المشرع الأمريكي من رجال الكونغرس برفاهية المواطن الأمريكي الذي يراقب اقتصاد بلاده وهو يتدهور، ويكاد يقع في منحدر الهاوية الاقتصادية بينما ينشغل المشرعون الأمريكيون من أعضاء الكونغرس وبالذات شيوخ الحزب الجمهوري ونوابه في الدفاع عن مصالح إسرائيل والتي في مجملها تتم على حساب مصالح المواطن الأمريكي الذي يدفع الضرائب وإسرائيل تحصل على أرباحها.
الآن المشرعون الأمريكيون وبالذات من أعضاء الحزب الجمهوري منشغلون في خوض معركة عرقلة ترشيح الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسناتور الجمهوري السابق تشارك هاغل بسبب مواقفه الوسطية من النزاع العربي - الإسرائيلي.
تشاك هاغل سناتور جمهوري سابق لم يتخذ أية مواقف عدائية ضد الكيان الإسرائيلي، ولم يُعرف عنه معاداته للسامية، التهمة الجاهزة لإلصاقها بكل سياسي أو مفكر أمريكي يجاهر بعدم تبني المزاعم الإسرائيلية، وكون هاغل غير منقاد للإملاءات الإسرائيلية ولم يكن ألعوبة في يد اللوبي الصهيوني الأمريكي فإن صهاينة أمريكا يسعون وبكل قوة إلى عرقلة تعيينه وزيراً للدفاع الأمريكية، لأنهم لا يريدون شخصاً لا يخضع لتوجهاتهم ويضع مصلحة إسرائيل قبل مصلحة أمريكا. ومع أن السناتور الجمهوري السابق من الساسة الأمريكيين ومن أعضاء الحزب الجمهوري المخضرمين كونه انضم إلى النخبة الجمهورية بصفته سناتوراً عن ولاية نيبراسكا وعمل في لجان الكونغرس المهمة، كلجان العلاقات الخارجية والاستخبارات والمصارف في مجلس الشيوخ بين عامي 1997 و2009، وكان المؤمل أن يدعم الحزب الجمهوري ترشيح أحد أعضائه لمنصب مهم كمنصب وزير الدفاع الذي يعد ثالث أهم المناصب في الإدارة الأمريكية، إلا أن مواقف السناتور تشاك هاغل المستقلة وعدم اندفاعه مع سياسة الجمهوريين الجدد الذين يدعون من أجل اندلاع الحروب خدمة لشركات تصنيع الأسلحة وخدمة لأهداف إسرائيل، ولذلك فقد عارض الحرب على العراق وسياسات الرئيس السابق جورج بوش الابن مما أغضب الجمهوريين عنه في السنوات الأخيرة، أما الذي أغضب الصهاينة أكثر فهو انتقاد هاغل العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006م ورد فعلها المبالغ فيه خلال 33 يوماً، ويرى هاغل أن من مصلحة إسرائيل أن يكون دور أمريكا دوراً نزيهاً ومحايداً وفاعلاً لتحقيق السلام الذي هو في النهاية مصلحة إسرائيل، وليس دعم المواقف الإسرائيلية والانحياز لها مما يعرقل عملية السلام.
هذه المواقف التي يفترض بكل أمريكي يعمل لمصلحة بلده الالتزام بها هي ما يجعل إسرائيل وصهاينتها من الأمريكيين يعرقلون وصول هاغل إلى وزارة الدفاع.
jaser@al-jazirah.com.sa