بعد أن جرت متابعة أحد أفراد الخلية الذي اعتاد على شراء أجهزة كهربائية، اجتمعت معظم المؤشرات لتكون النتيجة الإطاحة بالخلية الإرهابية وبحسب تقارير، فإن سلطات الإمارات رصدت بعض التحويلات المالية لهذه الخلية، الأمر الذي أدى إلى الكشف عن جزء من المخططات الإرهابية. حيث كان بعض أفرادها يتنقلون بين ثلاث دول خليجية، واستخدام أحد عناصرها لشبكة التواصل الاجتماعي على انه ناشط حقوقي سعيا في تشكيل تجمع خليجي، إلا أن التعاون الأمني السعودي- الإماراتي وفق هذه المعلومات كان له بالمرصاد منذ عدة شهور.
منذ سنوات كانت عملية الاستقطاب تقليديه حيث إنها تسلك طريقا واضحا وهو (العقيدة الإسلامية) وذلك بتجنيد الشباب لأهدافهم البغيضة، ومع تطور أساليب المكافحة، انتقلت إلى مرحلة أخرى يستخدم فيها التكنولوجيا بخطاب شعبي، ليس بالضرورة دينيا، مما يعني أنه -الإرهاب- غيّر قواعد اللعبة.
الخطر الأكبر في القبض على هذه الخلية الإرهابية، هي أنها تضم مواطنين من بعض دول الخليج، وطريقة تشكيله التي جمعت جنسيات متنوعة، والبيئة التي يعمل فيها، واختراقه لشبكات التواصل الاجتماعي. ما يعني أن التطرف يطرح أسلوبا جديدا متناغما مع نغمة العصر، وانه قادر أن يتلون بلون البيئة وله القدرة على لبس الأقنعة، إلا إذا تصدت المجتمعات له بالفكر والذي يتطلب توعية ثقافية «نوعية»، تستطيع تلمس مخالب العمل الإرهابي على المستوى الفكري وكشف أعماله التكتيكية.
والدرس المستفاد من الكشف عن هذه الخلية، هو أهمية التعاون الأمني بين الإمارات والسعودية وهنا يأتي النموذج المثالي في مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث التعاون المشترك أنقذ منطقة الخليج وشعوبها من أحداث لا تحمد عقباها، كما انه لا بد من التوعية بأساليبهم الجديدة، ولغتهم في الإيقاع بضحاياهم من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي، لأن الحرب مع هذه الفئة الضالة حرب مفتوحة، والتي يجب استخدام جميع أدوات التقنية الحديثة.. لتقليل خطرهم على المجتمعات الإسلامية المسالمة..
والله الموفق،،،
turki.mouh@gmail.com