أن يستمر الحال بالبلديات إلى هذا المستوى المتردي فإنه أمر يعكس واقع المجالس البلدية التي صارت لا تهش الذباب ولا تنش الحلوى. والمطلوب أن يبحث المواطن عن آلية أخرى، يتمكن بها من اختيار ممثل جديد له، لكي يطالب بحقوقه البلدية، وعلى رأسها نظافة الشوارع وسلامة المطاعم، وأمان الحلاقون والصالونات وخلو المتنزهات من المخاطر.
سأضرب مثالاً بسيطاً: من منكم يدخل على صالون حلاقة من طراز ما يسمى «كبار الشخصيات»، فيجد الحلاق يرتدي البالطو أو يضع الكمامات؟! من منكم يدخل حديقة أو متنزهاً، فيجدها أو يجده مؤهلاً لقضاء أوقات غير منغصة؟! من منكم يمتدح مستوى نظافة حيه؟! من منكم لا يصاب بأعراض معوية من أكله في المطعم، حتى في فصل الشتاء؟! كل هذه الملامح وغيرها أصبحت تعكّر وجه الأحياء الوسطى من العاصمة الرياض، فكيف بالأحياء دون المتوسطة والأحياء الفقيرة؟! وكيف بالمدن الصغيرة والمدن الطرفية والهجر والقرى؟!
لا شك أن البلديات لم تعد لها هيبة. حتى وإن حدث وتكرم مندوب إحدى البلديات بإغلاق مطعم شعبي بسيط، فإنك ستجد في الغد لوحة مقصوصة من كرتون دجاج فاسد، مكتوب عليها: «مغلق للتحسينات»!! صاحب المطعم يعرف تماماً أن لا أحد سيعود ليتأكد أن لوحة: «مغلق من قبل البلدية» لا تزال معلقة على الباب. كذلك الأمر بالنسبة لشركات تنظيف الأحياء والحلاقين، كلهم يعرفون أن لا أحد حولهم!