خلال السنوات الماضية تكشف على سطح الحياة العلمية السعودية (ظاهرة) الكراسي العلمية، حتى أن الجامعات السعودية تسابقت فيما بينها للحصول على الكراسي من أجل إضافة أرقام وتصنيفات وسمعة إعلامية، وقد تجاوزت أعداد الكراسي الداخلية أكثر من (200) كرسي ومازال العديد منها بل معظمها لم يعمل بل مجرد أسماء تضيفها الجامعات في سجلها العلمي والإعلامي.
الذي استمع إلى كلمة معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري أول أمس السبت في افتتاح الملتقى الأول للكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج الذي تنظمه جامعة الملك سعود واستضافت الافتتاح والجلسة الأولى وزارة التعليم العالي يدرك أن هناك (مغزى) ونية للكراسي العلمية يجري الإعداد لها، وهو جمع (شتات) أو متفرقات الكراسي العلمية الدولية التي بلغت (44) كرسيا, والداخلية في الجامعات السعودية أكثر من (200) كرسي لكن جمع متفرقاتها لا يتم إلا من خلال الإشراف عليها من حيث المعلومات وتقييمها مع بقاء استقلاليتها الأكاديمية والإدارية والمالية وتحديدا التبعية، وهذا يتناسب مع ما جاء في كلمة الوزير د. العنقري الذي أشار إلى أن من أهداف الملتقى: تنمية روح التعاون العلمي والمعرفي, وتحقيق شراكة علمية وبحثية مع الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية، وتفعيل نظام الطالب الزائر في الجامعات السعودية، وزيادة فاعلية الأستاذ الجامعي من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس، وفتح المجال والفرص لمبتعثينا للدراسة في الجامعات العالمية العريقة الحاضنة ويكون وجودها دعما لتلك الكراسي والمركز في نشاطاتها العلمية والثقافية .
كان واضحا من افتتاح الملتقى الأول للكراسي في مبنى وزارة التعليم العالي أن هناك تحضيرا لعمل تنظيمي للكراسي. وهذا يتطلب إنشاء إدارة أو هيئة أو مركز في وزارة التعليم العالي لتنظيم والإشراف وتقييم الكراسي العلمية بصفتها مشروعا مستقلا لها أهدافها وإدارتها العليا تجمع متفرقاتها وتخطط لها مع جامعات الداخل والدولية.
الكراسي نمت بشكل سريع وخاطف على الرغم من أن الدولي منها يعود لعام 1994م أنشأته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لذا لابد من وضعها في إطارها الإداري والأكاديمي والمعلوماتي.