|
ريتا ماك غراث:
قد لا تروق لك أمور كثيرة في نماذج الأعمال المدعومة من الإعلانات، التي تكون في العادة مزعجة، وتعجز بمعظمها عن تحفيز المبيعات. وبسببها، يتم إغراق المواقع الإلكترونية بمضمون تم إنشاؤه بشكل عشوائي، يتسبب بتقويض نوعيّة تجربتك. والأسوأ من هذا كله هو أن البحث عن كيفية تحسين الطرق التي تجعل وجهة الإعلانات أكثر دقّةً يتسبب بنشوء عدد هائل من الشركات التي تكرّس اهتمامها لرصد كل ما نفعله على شبكة الإنترنت، بهدف جمع هذه المعلومات وبيعها.
إلا أن كبرى المشكلات المرتبطة بالإعلانات تكمن في أننا جميعنا بات يتوصّل إلى مستويات متزايدة من الرقي لعدم الاكتراث بها.
وتصوروا لو أنه بدلاً من إطلاق إعلانات تفتقر معظمها إلى أي معنى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتلقونها، نجح معلن من دفع الأموال، بدلاً من ذلك، للنفاذ إلى عميل مهتم فعلاً بأي سلعة يعرضها للبيع. كم سيكلّف النجاح في تصميم منتجاتك وخدماتك مع أخذ هؤلاء العملاء بالتحديد في الحسبان؟
تجدر الإشارة إلى أن هذا النموذج متوافر، وإلى أنّ أصحاب المشاريع المطّلعين يستفيدون منه.
وهو يحمل تسمية «نموذج موقع الشركة التابعة»، حيث يتمّ دفع الأموال مقابل الإحالة إلى موقع الشركة التابعة. فإن كنتُ أبحث في السوق عن منزعة نوى الزيتون الأفضل على الأرض، قد أزور الموقع الإلكتروني العائد إلى معلّمة كبيرة في مجال الطبخ، لأرى ما ستوصيني به. وإن هي نشرَت توصيتها مرفقة برابط إلكتروني، وقمتُ أنا بالنقر على هذا الرابط، دفع الطرف المنتج لمنزعة نوى الزيتون مالاً لمعلمة الطبخ مقابل الإحالة، مع العلم أن الأشخاص غير المعنيين بإنتاج منزعات نوى الزيتون ليسوا مضطرين إلى تحمّل إعلانات موجهة إلى ذلك القطاع، في حين أن العاملين فيه قد يستفيدون من خبرة معلمة الطبخ.
وبالتالي، ما أتمنّاه من المعلنين في فترة الأعياد هو أن يكفّوا عن مضايقتي بإعلانات مزعجة وفي غير محلها عن سلع لن أفكّر يوماً في شرائها.
وبدلاً من ذلك، حريّ بهم أن يفكّروا في كيفية استخدام مصادر موثوقة من أجل تقديم العروض للأشخاص الذين يريدونها وحسب، وأن يدعونا، نحن الآخرين، وشأننا.
- ريتا ماك غراث شريكة في تأليف كتاب «النمو الموجه من الاكتشافات: إجراء محدث لتقليص المخاطر واستغلال الفرص» ’Discovery-Driven Growth: A Breakthrough Process to Reduce Risk and Seize Opportunity (صادر عن دار «هارفارد بزنس سكول برس، 2009)، وهي أستاذة في كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك.