علاقة الحب الفطري والولاء الحقيقي بين الحاكم والمحكوم، هي ذلك النسيج الوطني التام، والرباط العفوي العام الذي جمع أفراد الشعب السعودي على قلب واحد، ووجّه بوصلة مشاعر هذا القلب المحب نحو مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، حيث يرقد أبو متعب رأس الدولة وحبيب الشعب، تارة ً يسأل عنه بلهفة وقلق وتارة أخرى يدعو له المولى العزيز أن يلطف به ويلبسه ثوب الصحة والعافية، حتى كان يوم الخميس بـ(إطلالة الفرح)، عندما فتحت شاشات البشرى أخبار الفرح إلى عيون الشعب المتشوقة لرؤية خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- سليماً مُعافى.
رؤية المليك مُعافى نشرت البهجة والسرور في الشوارع والدور، وقطعت دابر المرجفين الذين لا يريدون خيرا للوطن بنشر الأكاذيب والشائعات، وقد غلبهم الوهم المريض، وكشفوا الطبع الخسيس، معتقدين أنهم ينالون من عظمة هذا القائد التاريخي، أو يأتون بالبشارة لشعب نبيل أحب مليكه عن معرفة وبيعة وإخلاص. شعب عاش القلق الحميد على صحته مؤمناً بقضاء الله وقدره. وفات على أولئك المرجفين أن هذا المليك العفوي في حديثه، والطبيعي في ابتسامته لا يعرف مراوغات السياسيين، أو خطبهم الرنانة وتصاريحهم الاستهلاكية، بدلالة أنه هو من أطلع شعبه على حالته الصحية قبل دخوله المستشفى، تأكيداً لمبدأ الشفافية التي يتعامل بها ويكرسها. لذلك تجاوز الوطن هذه اللحظة الحرجة بكل يسر واطمئنان، فطرفا المعادلة الوطنية على وفاق تام، وثقة متبادلة، وشعور مشترك، وأمنيات صادقة، فهناك ملك يُفكر في شعبه وهو على سرير التعب، وأمة تدعو لقائدها وتدعو على من كذب.
لقد كانت الأيام التي قضاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - سلمه الله من كل شر - في المستشفى امتحاناً لصدق الوفاء لهذا المليك المحبوب وحقيقة الانتماء لهذا الوطن الحبيب، خاصة ً في ظل متغيرات إقليمية وظروف دولية وجدها المرجفون سبباً في بث أباطيلهم، التي لم تنطل على شعب عريق يُدرك أهمية أمن الوطن واستقرار الدولة، كما يعي أن أجواء الظروف الخاصة هي بيئة الإشاعات الكاذبة. لهذا لم يصدقها أو يلتفت لها كي تموت في مهدها النتن، مصدقاً لقول الفاروق رضي الله عنه : (إماتة الباطل بالسكوت عنه).
إن إطلالة خادم الحرمين مساء يوم الخميس 29 المحرم 1434هـ (13 ديسمبر 2012م)، لم تكن فرحة شعب، وعرس وطن فحسب، إنما رسالة نقية بصورة واضحة لأصحاب النفوس الدنيئة والقلوب المريضة، أن الخير بما كتبه الله والشر بما سعى فيه الشيطان، فردد الشعب السعودي بلسان ٍ واحد: (لنا إطلالة الفرح)، ولكم: (موتوا بغيظكم).
moh.alkanaan555@gmail.comتويتر @moh_alkanaan