المكافأة على الإنجاز لها الأثر الكبير على التحفيز وتلعب دورا مؤثرا في تحريك الدوافع نحو التميز والاستمرار فيه، وأي منجز مهما كان حجمه يجب أن تصحبه مكافأة تختلف حسب المنجز نفسه قد تزيد أو تنقص.
و تبقى لهذه المكافأة قيمتها إذا حققت «هدفها» وهو «التحفيز الخارجي» الملموس مادياً لتعزيز «التحفيز الداخلي» لرفع الروح المعنوية وتحقيق منجز تلو الآخر.
ونحن اليوم أمام بطولة الخليج ومشاركة صقورنا الخضر المنتخب السعودي لو تأملنا إنجازات منتخبنا السابقة فهل كانت للمكافأة دور في تحقيقها، وهل حققت المكافأة نفسها في أهدافها لتحفيز اللاعبين داخليا؟؟!!.
ليس هناك أي شك أن منجزات منتخبنا السابقة كانت ترتبط بروح لاعبينا العالية داخل الملعب وسط ترجمة فورية من المسؤولين على تحفيزهم بمكافأة مالية داخل غرف ملابس اللاعبين بعد نهاية كل منجز مباشرة، ونفس المشهد كان يتكرر كل مرة وصوت اللاعبين عال يردد « دبلها.. دبلها.. دبلها»؟؟!!
وكأن آخر إنجاز حققناه ارتبط بآخر مرة سمعنا فيها لاعبو المنتخب يرددون «دبلها..دبلها», قائمة منتخبنا الحالية لم يردد منهم هذه العبارات إلا عدد قليل لا يتجاوز عدد أصابع يد واحدة؟؟!!
أي سحر كانت تمتلكه هذه العبارة على أرواح لاعبينا وهم يتعطشون لكل منجز ويجاهدون لتحقيق آخر تلو الآخر وكلها من أجل أن يرددوا «دبلها..دبلها» على مسامع مسؤول تتملكه حينها نشوة إنجاز فتجده مبتسماً يعلن أنه دبلها؟؟!!
لا أستغرب أن يكون هنا من بين من يقرأ هذه السطور لا يعرف حتى الآن معنى «دبلها.. دبلها» فطال الزمن ولم نسمعها وجيل جديد لم يتذوق حتى اليوم أي منجز لمنتخب بلاده ولكي أختصر الوقت على هذا الجيل فإن معنى هذه العبارات سوف تجدها في قاموس منجزات منتخبنا السعودي السابقة وهي تختصر «طلب اللاعبين بمضاعفة المكافأة المالية»؟؟!!
لكن السؤال الذي يطرحه نفسه هل المكافأة المالية التي كانت في الماضي تعني الشيء الكبير للاعبي منتخبنا مازالت لها نفس القيمة بين لاعبي المنتخب الحاليين في ظل مكافآت أنديتهم التي تجاوزت بكثير أرقام المكافأة في المنتخب؟؟!!
أم أن المرحلة اختلفت في ظل عقودهم الاحترافية الكبيرة من أنديتهم والتي يحظى بها هذا الجيل ولم تنلها الأجيال التي سبقتها؟؟!!
نحن في عصر مال وكرة القدم لم تعد تدحرجها روح اللاعبين، بل تدحرجها أموال تصرف وارتبط الإنجاز بحجم المال المدفوع، فمن يريد أن يحقق أي إنجاز فعليه أن يدفع أكثر، لأن كرة القدم اليوم صناعة واستثمار ولنا في «برشلونة» خير شاهد فكم ملايين صرفت حتى صنع فريقا لا مثيل له؟؟!!
كأس الخليج أول مهمة رسمية للاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد وهذه البطولة في ظل الظروف الراهنة المرتبطة بفقر المنجزات لمنتخبنا فإن تحقيقها سوف يعزز ثقة اللاعبين في أنفسهم للمشاركة في بطولة كأس آسيا القادمة لكن السؤال الذي يطرح نفسه قبل أن نطالب اللاعبين بتحقيق كأس الخليج فهل الاتحاد نفسه شخص مكامن الخلل في منتخبنا وعالجها قبل البطولة ومنها آلية التحفيز المادي والمكافآت؟؟؟!!
لا أعتقد أن الاتحاد السعودي الجديد قادر على رفع سقف المكافآت المالية الحالية التي لم تعد لها أي قيمة في تحفيز لاعبينا خاصة في ظل اعتراف رئيسه الأستاذ أحمد عيد بأن الديون 40 مليوناً ونفى عيد نفسه ما يشاع بأن الديون 100 مليون؟؟!!
ليس من السهل أن تبدأ مهمتك في «عصر المال» وأنت تعاني من الديون،فكل الخطط والاستراتيجيات التي رسمها عيد فترة الانتخابات التي ساهمت في جلوسه على كرسي الرئيس لا قيمة لها بدون مال، وستبقى مجرد حبر على ورق لا أكثر؟؟!!
و في ظل عدم وجود «المال» فعلينا ألا نرفع سقف طموحنا وأن نريد تحقيق منجزات لمنتخبنا ونحن لا نصرف على كرة القدم كما يصرف عليها غيرنا؟؟!!
تجد نفسك أمام أسئلة كثيرة وأنت تتأمل حال الرئاسة العامة لرعاية الشباب «العاجزة» عن سداد ديوان اتحاد كرة القدم والاتحادات الأخرى وقبل ذلك «عجزها»في بناء منشآت رياضية مناسبة لتطوير رياضتنا؟؟؟!!
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.
i.bakri@live.comمبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri