سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعت على ما كتبه الأخ حمود بن متعب بن سعد بن عفيصان، في صفحة ورّاق الجزيرة في العدد رقم 14696 وتاريخ الأحد 10 صفر 1434هـ تحت عنوان (نحو منهجية في قراءة تاريخنا الوطني)، ودعوته إلى الأخذ بالمقارنة في كتابة التاريخ بجميع المصادر المختلفة والمطابقة بينها لفك ما شكُل منها وغمُض، ودعوته إلى النظر إلى تاريخنا الوطني من المصادر الأخرى، وعدم الاقتصار على المصادر المحلية.
بداية أشكر للكاتب اهتمامه في مقالاته بالتاريخ الوطني وموضوعاته التي تهدف فقط إلى توضيح بعض التفاصيل في الأحداث التاريخية، كما أود أن أوضح للقراء إلى أن دارة الملك عبدالعزيز هيّأت مصادر متنوعة عن التاريخ الوطني، ومنها الوثائق المحلية والعثمانية والأمريكية والبريطانية والهولندية والفرنسية والروسية والعربية وغيرها من الوثائق والمجموعات الخاصة، وهي تسعى لاقتناء المزيد من الوثائق والمصادر التاريخية بغرض إتاحة المجال أمام الباحثين والباحثات للمقارنة والدراسة التحليلية. وهذه الوثائق والمصادر تم جلبها من جهات مختلفة، وتم تهيئتها لجميع الباحثين والباحثات، وما على هؤلاء المتخصصين إلا الاطلاع عليها والاستفادة منها والوصول إلى نتائج أكثر دقة وتفصيلاً. كما تم ترجمة العديد من كتب الرحالة والمؤرخين إلى اللغة العربية وطباعتها ونشرها. فالدارة مؤسسة علمية خدماتها متاحة للجميع، وهي سند لحركة البحث العلمي في تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وتراثها الفكري والعمراني، وتاريخ الجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي، وهي تشجع المهتمين وتحفز الباحثين، وتدفع بالمؤرخين إلى الكتابة والتأليف لاستخلاص العبر والقيم المكتنزة في تاريخ بلادنا الكريمة.
وبالإشارة إلى ما دعا إليه الكاتب مشكوراً في مقالته حول الأخذ بوجهات النظر المختلفة في الموضوع التاريخي الواحد، فهو منهج معروف طبّقه علماء التاريخ والمؤرخون والباحثون والمحللون، كما طبقته العلوم الأخرى ولا يزال العمل به مستمراً. فمقارنة المعلومات، وأخذ الأقوال المتعددة حول المسألة الواحدة، وجمع الكتاب حول موضوع معين هو ما يقوم به الغالبية من الباحثين في شؤون التاريخ. كما أن للمؤرخين مفاهيم مختلفة ومدارس متعددة في كتابة التاريخ، لكنني رغبت أن أوضح أن دارة الملك عبدالعزيز هيأت خدماتها العلمية والتوثيقية للباحثين على اختلاف مناهجهم في الكتابة، ولم تقيّد حركة البحث والتأليف والكتابة بمنهج علمي محدد، كما أن العديد من الباحثين في بلادنا استخدموا هذا المنهج ونظمت مؤلفاتهم العديد من المقارنات. نشكر الجريدة على إسهامها المتواصل في خدمة تاريخنا الوطني بالمصادر المختلفة، علاوة على ذلك فإن الكثير من إصدارات الدارة تقوم على منهج المقارنة هذا واستخدام المصادر المتنوعة. ونشكر للكاتب تواصله في الاهتمام بموضوعات التاريخ الوطني أيضاً.
وتقبلوا تحياتي وتقديري.
د. فهد بن عبدالله السماري - الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز