في بداية تشكل المجتمع العربي الحديث كانت مجالس الآباء والأجداد هي العامل الأساس في تشكيل المجتمعات: مجالس الرجال والنساء يتلقى الأبناء التربية منها, من سلوكيات وأخلاقيات المجالس المفتوحة،
بعد ذلك أصبحت الشوارع والأسواق والمهن مسؤولة عن التشكل التربوي، حتى إنه يقال: ابن سوق أو مهنة وحرفة أيا كانت تلك المهنة تجارة أو زراعة أو حتى رعي أغنام...
ثم بدأت المدارس النظامية واحتوت التربية بكل فلسفاتها ومناهجها وأصبحت هي المسؤول عن التربية، وامتد الأمر إلى الجامعات التي كونت لها ثقافة تربوية خاصة تميزت بالنواحي التربوية والسلوكية.
وفي العشر سنوات الأخيرة دخل الإعلام بكل وسائله وسلطاته على خط التربية، وأصبح الإعلام مسؤولاً عن السلوك والأخلاقيات والتربية، وكاد يتفرد بذلك، مما نشأ عن ذلك معالجات عدة للحد من تأثير الإعلام على التربية، ومنها التربية الإعلامية، والثقافية الإعلامية.
والآن دخلت وبقوة تقنية الأجهزة الذكية التي خلقت عالما واقعيا له روح يتنفس الهواء وينبض بالحيوية، وأصبح شريكا في التربية له تأثير كبير على شريحة واسعة من المجتمع...
السؤال.. هل نعترف بالإعلام الجديد رسميا بأنه شريك بالتربية وجزء من العملية التعليمية، وإحدى الوسائل التي يمكن من خلالها تجاوز القاعات وجغرافية المنشآت التعليمية... الأجهزة التي نحملها هي الآن للاتصال والتواصل والمعلومات وتناقل الأخبار، فهل تتحول إلى وسيلة تعليمية لتكون جزءا من الإدارة التعليمية والأكاديمية...
لا بد من قرار شجاع لتحويل وسائل الاتصال الهاتفية إلى جزء من المنهج والاعتراف بالروابط في الأبحاث الأكاديمية, وأن تكون الأجهزة الذكية سجلا رسميا بين الأستاذ والطالب في الجامعات والتعليم العام...
الكثير من الدول المتقدمة تخطط وتعمل لجذب طلابها عبر وسائل الاتصال الحديثة، وجعلها ضمن أدوات الإيضاح ووسائل التعليم, ولكن بالمقابل مجتمع التعليم العام يعتبر أجهزة الاتصال الحديثة من الممنوعات ويعاقب الطالب عليها..., وكذلك في الجامعات تقبل الأجهزة الذكية داخل القاعات على مضض وغير مرحب بها.