لا أعتقد أننا سنتفق على إجابة نهائية للسؤال الموجود في عنوان هذا المقال، غير أني سأسعى إلى توضيح بعض الإيجابيات وبعض السلبيات التي أوجدها هذا الرابط الاجتماعي في حياتنا، وسأترك الحكم في ختام المقال للقارئ الكريم بعد إبداء رأيي.
بداية أود أن أعرّف تويتر بأنه موقع على الإنترنت يتيح لك أن تكتب رأيك أو فكرتك أو أي تعليق آخر لك أو تنقله من غيرك، وذلك في حدود 140 حرفاً، وقد يثار تساؤل بأن موقع الفيسبوك يمكنه القيام بنفس الشيء وبدون حدود في عدد الأحرف، وهذا صحيح، ولكن ما يميز تويتر عن الفيسبوك هو سهولته وسرعته، كما يساعدك على اختصار فكرتك والتركيز عليها ووضعها في إطار الـ140 حرفاً.
وعموماً فقد جاء تويتر الذي هو أشبه بقاعة اجتماعات كبرى يحق لكل عضو في هذه الغرفة أن يقدم رأيه، ويحق للجمهور الذي يتابع أعضاء تلك الغرفة أن يقبل العضو ويتابع آراءه أو يرفضه، وفي المقابل فإن العضو الموجود في تلك القاعة يحق له أن يقبل متابعة أي فرد من الجمهور أو رفض رأيه، وإضافة إلى ميزة الحرية المطلقة في إبداء الرأي الموجودة في تويتر فإنه ساهم في الوصول إلى أصدقاء قدامى، وجمع الكثير من المتباعدين الذين ساهمت الظروف في إبعادهم عن بعضهم البعض، كما أنه يقوم وبشكل سريع للغاية وفي ثوان معدودة بتوصيل المعلومات بمختلف أنواعها، وفي صورة بسيطة بعيدة كل البعد عن الصورة الإعلامية الرسمية، كما يساهم تويتر في التعرف على أصدقاء جدد ومعرفة آرائهم واتجاهاتهم، ويساهم تويتر في نقل الصور والأحداث ومقاطع الفيديو المختلفة وغيرها من الفوائد الأخرى التي كان لها دور ولو جزئيا في كثير من الأحداث التي وقعت في منطقتنا مؤخراً.
أما السلبيات فيأتي في مقدمتها التزوير وإنشاء مواقع لآخرين ليس لهم حساب على تويتر وتقديم معلومات وآراء وأفكار بأسمائهم، وهذه قضية عانى منها الكثير، ونحن نرى في كل يوم من يؤكد عدم وجود حساب له في تويتر، على الرغم من أن الموقع يحمل أسماء كثير من هؤلاء، ومن سلبياته نقل معلومات خاطئة وغير صحيحة ونشر تصريحات لمسؤولين تفتقد المصداقية، كما يعد موقع تويتر من المواقع سهلة الاختراق إلكترونياً مما قد يساهم في إضافة تغريدات لبعض من لديهم حسابات حقيقية، ولكنها لا تعبر عن آرائهم، كما أن تويتر يستهلك الكثير من الأوقات، فتجد البعض يضيع وقته طوال اليوم على تغريدات متواصلة، ومن خلال تويتر يمكن نشر الشائعات على نطاق واسع، وتجميع الآراء على آمر خاطئ، فبعض المغردين يصل أعداد متابعيهم بالملايين، وفي ذلك إيجابية وسلبية، إضافة إلى عدم وجود رقابة أو توجيه على الموقع، كما أنه وسيلة يتم من خلالها تجميع المعلومات بمختلف أنواعها.
وكما ذكرت في بداية المقال فإن لتويتر إيجابيات وسلبيات مثله مثل أي وسيلة اجتماعية يتم استخدامها، والبعض يعتقد أن تويتر كان نعمة له، إذ ساهم في تعريفه بالمجتمع كما ساهم بالتعرف على بعض الأفراد من خلال ما يقدمونه من تغريدات وكشف حقيقتهم، كما كان نعمة في كشف كثير من الحقائق، وفي المقابل فإنه كان نقمة لآخرين نقلوا أفكارهم إلى المجتمع من خلال تغريداتهم فلم يصدموا فقط بأن المجتمع رفضها بل عرضوا حريتهم ومكانتهم الاجتماعية إلى خطر كبير، كما كان تويتر وبالاً على آخرين تم محاكمتهم وسجنهم مقابل تغريداتهم، وفي بعض الدول هناك من قدم حياته ثمناً لتغريدة كتبها لم يتجاوز عدد أحرفها 140 حرفاً.
وفي اعتقادي أن تويتر كان مفيداً بما فيه من سلبيات، فهو وسيلة هامة للتواصل الاجتماعي، غير أننا نحتاج أن نتعامل معها مثل باقي الوسائل الأخرى بإيجابية، وأن نبتعد عن الاستخدام السيئ لها، وأن نغرد بحذر ورفق حتى لا نضر أنفسنا أو نضر الآخرين.