شكلت دورات الخليج ومنذ انطلاقتها قبل أكثر من 40 عاماً.. أرضية خصبة لبروز النجوم وتألقها في ميادينها التنافسية..وأعطت انطلاقة حقيقية لمنتخباتها المشاركة في بطولاتها ومنافساتها وتحدياتها.فساهمت بتاريخها وعراقتها ودورها الفاعل في الارتقاء بمستوى الكرة الخليجية طيلة العقود الماضية، وبالتالي سجلت معظم منتخباتها.. حضوراً رائعاً على الصعيد القاري والدولي.
الجزيرة تسلط الضوء على أبرز أحداث الدورة الثانية التي شهدتها العاصمة الرياض عام 1392هـ.. نتناولها عبر الأسطر التالية:
أخضر الثمانينيات
تعتبر دورة كأس الخليج الثانية التي أقيمت في الرياض عام 1392هـ أول بطولة تنظمها المملكة في تاريخها الرياضي.. في الوقت الذي كانت مشاركات الأخضر في حقبة الثمانينات الهجرية من القرن الفائت.. مقتصرة على إقامة مباريات ودية وحبية مع بعض المنتخبات الزائرة والفرق العربية والأجنبية، وجاءت مشاركة (الأخضر) في أول بطولة خليجية لتزيد من احتكاكه (خارجياً) وخبرته التنافسية التي فتحت الآفاق أمام الكرة السعودية وبالتالي دخولها عالم البطولات الكبيرة والمنجزات الذهبية لأول مرة في الثمانينيات الميلادية.
الفيصل افتتح الثانية
ففي شهر صفر من عام 1392هـ، افتتح جلالة الملك فيصل- رحمه الله- دورة الخليج الثانية بالرياض على أستاذ الملز (الأمير فيصل بن فهد حالياً)، وضمت مشاركة المنتخبات وهي.. السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر. وكان الأمير الراحل فيصل بن فهد -رحمه الله- قد رشحه رائد الرياضة الأمير عبد الله الفيصل.. كمدير عام ومسئول عن فعاليات خليجي 2،
الإعداد الأمثل
قبل استضافة المملكة لخليجي (2) أقام الأخضر معسكراً إعدادياً بالمنطقة الغربية لمدة ستة أشهر وهي -بالمناسبة- أطول فترة تحضيرية في مسيرة الأخضر، عندما تكفل رائد الرياضة الراحل الأمير (عبدالله الفيصل) بمصاريف المعسكر حيث أشرف -رحمه الله - بنفسه عليه، وكان الإعداد ناجحاً بكل المعايير الفنية والمعنوية.يقول حارس المنتخب الأول-سابقاً- (طارق التميمي) أن إقامة البطولة على أرضنا وبين جماهيرنا شكل ضغطاً نفسياً رهيباً لأن المسئولية كانت مضاعفة للفوز باللقب الذهبي غير أن دعم واهتمام رائد الرياضة أعاد التوازن النفسي للاعبين، خاصة وأنه كان متابعاً يومياً لأجواء المعسكر وصرف الكثير والكثير على اللاعبين من أجل الإعداد الأمثل، وإيجاد الأرضية الخصبة.
إصابة العبدلي
أثناء فترة تحضير الأخضر والمعسكر الطويل الذي أقيم بالمنطقة الغربية أصيب أبرز مهاجمي الأخضر آنذاك وهو النجم الكبير (محمد سعد العبدلي) وكان الأمير عبدالله الفيصل -غفر الله له - حريصاً على مشاركة العبدلي لأهميته وجودة في خارطة الأخضر وتأثيره على المجموعة كمهاجم نهاز للفرص.. يقول المهاجم محمد العبدلي «بعد إصابتي تكفل -الأمير الراحل- بعلاجي في الخارج ومكثت قرابة شهر وبعد عودتي..كان تأثير الإصابة قوياً ولم أشارك في الدورة التي كان الأخضر أبرز الفرق، ولولا مواجهة البحرين وما صاحبها من أحداث مؤسفة لكان اللقب من نصيب الأخضر..!!.
كان من أبرز الأسماء التي شاركت في خليجي (2) مع المنتخب..هم أحمد عيد وطارق التميمي وعبدالرزاق أبو داود وناصر الجوهر -علي عسيري- عبدالله يحيى-مبروك الفيصل - سليمان أبو داوود(ميمي ) -صالح عبدالكريم - مبارك الناصر- مسمار- سعيد غراب- سليمان مطر - والنور موسى - خالد سرور- محسن بخيت- ساعد رزق- الصاروخ. وأشرف على تدريبه طه إسماعيل وعادل جزار.
إهدار الفرص
بعد افتتاح الدورة شهدت أرضية الملعب الترابية اللقاء الأول الذي جمع الأخضر مع شقيقه الكويت و انتهت بالتعادل 2-2، في مباراة مثيرة تألق فيها أخضر التسعينات..يقول نجم الدورة الثانية (مبارك الناصر) «كنا في وضع نفسي وفني جيد قبل المباراة ودخلنا هذه المواجهة ونحن مصممون على الفوز..ولكن مع بداية المباراة فاجأنا الكويت بهدف سجله (جاسم يعقوب) ثم أحرز محمد الملة هدف الكويت الثاني..كانت محبطة لنا، غير أن زملائي اللاعبين نجحوا في النهوض من سباتهم وتمكنا من إحراز هدفين عن طريق الصاروخ وسعيد غراب..ومع تراجع الكويت أضاعنا العديد من الفرص.. خاصة (الغراب) الذي أهدر بمفرده ثلاث فرص مؤكدة.
الانسحاب البحريني
كان لقاء المنتخب الوطني الأخير أمام البحرين الأحدث الأشهر في تاريخ دورات الخليج.. نظراً للأحداث المؤسفة التي صاحبت هذه المباراة وإعلان انسحابه بعد أن كان الأخضر مطالباً بالفوز بفارق هدفين، رغم أن المنتخب كان مهيأ بالفوز.. فبعد أن تقدم البحرين بهدف في أول ربع ساعة لم تهز ثقة لاعبي الأخضر بل نجحوا في استعادة توازنهم الفني والنفسي وأدركوا التعادل بواسطة الغراب ثم أضاف النور موسى (نجم المباراة) الهدف الثاني وسيطر الأخضر على المباراة وواصل النور تحركاته الخطيرة وتعرض لإعاقة داخل منطقة الجزاء ولم يتردد حكم المباراة السوداني (النحاس) من احتسابها ضربة جزاء، فاحتج البحرينيون على قراره وفي غفلة تلقى الحكم ضربة خطافية من حارس البحرين وطرده.. ووسط الاحتجاج أعلنوا انسحابهم وكانت النتيجة 2-1 وفي خضم هذه الأحداث المؤسفة.. توج منتخب الكويتي بطلاً للدورة الثانية بفارق الأهداف عن الأخضر، واختير (أحمد عيد) أفضل حارس بالبطولة و(سعيد غراب) هدافها، وكما اختير المنتخب السعودي أفضل منتخب بالدورة. وقد رعى مراسم الختام آنذاك الملك فهد- رحمه الله -الذي حفظ التوازن للدورة بقرار حكيم..