يقول الدكتور عبدالله الخاطر في كتابه «فن التعامل مع الناس»: لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس؛ لأن كل الناس يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم. كل الناس، مسلمهم وكافرهم، لا يحبون أن ينصحوا في العلن، ولكن إذا أخذ الرجل جانباً، ونصح على انفراد، فإن ذلك أدعى للقبول، وأدعى لفهم المسألة، ولأحبك الرجل؛ لأنك قدمت إليه معونة، وأسديت إليه خدمة بأن نصحته وصححت خطأه.. ويعبر الإمام الشافعي رحمه الله عن ذلك بقوله:
تغمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تُعط طاعه
أي: إذا أنت خالفتني في أمر من الأمور وجئت بنصيحتي أمام الناس فلا تغضب ولا تتضايق إذا لم أستجب لك ولم أطعك؛ هذه طبيعة النفس البشرية إلا من وصل إلى حد من التجرد بحيث يقبل النصيحة أمام الناس.
الناس يكرهون من يعاملهم باحتقار واستعلاء..
ويكرهون الذي إن أخطأ تمادى في الخطأ، والذي لا يعترف بخطئه برغم وضوح الخطأ، والشخص الذي لا يعترف بالخطأ ويبادر إلى الرجوع عنه بسرعة، والناس يحبون ذلك الإنسان الذي يهتم بهم، والذي يهتم بماذا يفكرون وما الذي يشغل بالهم، وحينما يتحدثون ينصت إلى حديثهم، وينظر إليهم، يلخص ما يقولون، ويناقشهم فيه، وتلك وسائل دعوية قوية جداً إذا طُبّقت تطبيقاً حسناً.