لا أدري هو ربيع أم خريف طال هو الذي اجتاح وطننا العربي، وقد قررت أن أنأى في هذا المقال عن الحديث في السياسة فإنني أريد أن أشجب الفن الذي أفتقد رواده الحقيقيين الذين اشتقنا إطلالتهم على الشاشة بما عودونا من فن راق، ما دعاني ربما لكتابة هذا المقال هو مهرجان كام السينمائي الدولي الثاني للأفلام القصيرة الذي كرم عدداً من الأفلام والممثلين الذين اشتقنا طلتهم منهم أيمن زيدان وشيرين وعنبر وأحمد ماهر الذين كانت واضحة على ملامحهم آثار الحزن والقلق لما تعانيه شعوبهم من موت ودمار وخريف أكل الأخضر واليابس.
على أي حال كان هذا المهرجان في نسخته الثانية فكرة جيدة لتكريم السينما عبر روادها ومبدعيها من مخرجين وممثلين، كما الاحتفاء بالرواية التي حولت لأفلام قصيرة وكم نحتاج في عالمنا العربي لأفلام ترتكز على النصوص الأدبية.. ترتقي بالذائقة.
***
المتسولة التي تبعتني في السوق التجاري لتطلب مالاً بحجة أن لديها طفلاً لديه تضخم في الكلى؛ لم أندم أبداً حين اختبرت حاجتها فقلت لها سأرشدك لإحدى المؤسسات الخيرية وبتزكية شخصية؛ ارتبكت وقالت إنها من فئة البدون (هذه نادرة عندنا) فقلت لها أعرف من يتخطى هذا الموضوع ويمكنه مساعدتك، فتركتني وولت مسرعة تقتفي البعيد، فأدركت كم في الحياة من دجالين لا يجب أن تقودنا عواطفنا للتعاطف مع هذه الفئة التي تستسهل التسول والكذب كمهنة تشوه ملامح المدينة وتقتحم خصوصية الآخرين في الشارع أو المحال.
ففي البداية ظننتها بحاجة لإرشادها لمكان ما وكان اقترابها حقيقة مخيفاً مما جعلني أتفقد حقيبتي وأشيائي.
والسؤال هو كيف بالإمكان التخلص من هذه العادة وردع هؤلاء؟
في العام الجديد أتمنى لك عزيزي القارئ عاما أفضل مما سبقه وأجارنا الله وأنت السفن الحربية الروسية التي قدمت لمياهنا بحجة نقل رعاياها في سوريا.
mysoonabubaker@yahoo.com