بعيداً عن التنبؤات والتوقّعات والأوهام ثمة أحداث مؤلمة على الساحة السورية تفوح منها رائحة الدم والخراب ولا ريب أن العام الجديد سيضع حداً لمعاناة السوريين، ويرى بعض المعلّقين أن العام 2012 هو النسخة العربية عن عام 1948 ويعود السبب في ذلك إلى أن حركة ما يُسمى «الربيع العربي» تشبه الاضطرابات التي أدت إلى تغييرات الأنظمة (الشرق الأوسط عدد 12450).
المدهش مع إطلالة السنة الجديدة أن غالبية السوريين يكابدون سوء العيش وينعون موتاهم الذين قتلهم بشار، ولم يستطع خلال ما يزيد على 20 شهراً أن يخرج من هذه الشرنقة ليبصر الأوضاع في بلاده، ويتعامل مع معطيات الأحداث في حين أنه مستمر في سفك الدماء.
الجيش الحر يدرك أن نهاية الأسد قاب قوسين أو أدنى رغم تواضع السلاح الذي يملكه مقابل الطائرات والغازات السامة التي يمتلكها الأسد، إنها مسألة وقت على أن ينهار الأسد وأزلامه على وقع أقدام الثوار والمؤيّدين له داخل وخارج سوريا.
إن الأسد كبّل يديه بالسلاسل ولا يستطيع الفكاك منها ولم يستطع أن يفعل شيئاً غير سفك الدماء، لقد دمَّر سوريا وبات بناؤها يحتاج إلى وقت طويل وإلى مليارات الدولارات التي ليست في خزينة الثوار عندما يؤول الحكم إليهم، إنها مسألة وقت وينهار بشار وجوقته السفاحون ويعود السوريون الذين نزحوا إلى البلدان التي هاجروا إليها.
من جهة أخرى فإن بشار أصبح محاصراً في دمشق العاصمة وليس العاصمة كلها، بل في قصور يحرسها مجموعة من قوات الأمن الخاصة مسلحين بالقنابل والرشاشات.