من وجهة نظري: عندما يلمس المواطن من المسئول الاهتمام ومحاولة قضاء ما جاء من أجله، فإن سيشعر بالراحة والسعادة والرضى حتى ولو لم تقضى حاجته، فما بالك إذا قارن ذلك بشاشة في الوجه وحرارة في الاستقبال.
كم نحن بأمس الحاجة إلى هذه النوعية من المدراء والمسؤولية، وكما يعلم الجميع الإدارة فن يجب على المسئول تعلم هذا الفن وإتقانه وتطبيقه.
دخلت ذات يوم على أحد مدراء الإدارات لأول مرة أراه، لا أعرفه ولا يعرفني، وجدت باب مكتبه مفتوحاً للجميع، لم أشاهد تلك الشكليات والبروتوكولات المعهودة رغم أنه مسئول عن إدارة في غاية الأهمية، ومثله بل أقل منه يضع الحواجز ويقفل الأبواب ليس من باب تنظيم العمل بل من باب الشكليات والمظاهر الزائفة إلا ما رحم ربي، أعود إلى القصة، فلما دخلت إلى مكتبه رأيته يوقع على المعاملة تلو الأخرى ويرد على أحد الموظفين الذي يقف بجانبه وتارة يرد على الهاتف وتارة يراجع في جهاز الحاسب الموجود على مكتبه المهم أنه منهمك في العمل، فدخلت أراجعه في معاملة ما فسلمت عليه، فلما رآني ابتسم ابتسامة جميلة فرد علي السلام وقام من مكتبه ورحب بي ترحيباً بالغاً، وقال لي آمرني يا أخي بماذا أخدمك فيه فقلت له موضوعي كذا وكذا ظننت أنه سيقول اذهب إلى فلان وقل له الموضوع كما هو معتاد من كثير من المسئولين، ولكنه بدأ يسأل ويبحث بنفسه رغم كثرة أعماله وينادي أحد موظفيه وقال له اعمل كذا وكذا وحاول بكذا وأراه يحاول بشتى الطرق لبحث موضوعي، وأنا أنظر وكلي دهشة بما أرى ولكني شعرت في تلك اللحظات بكل الفخر والاعتزاز بأن وطننا ولله الحمد يزخر بهذه الكفاءات وهو النوعية الرائعة من المسئولية، المهم لما انتهى موضوعي والذي لا يمكن أن يتم لولا توفيق الله تعالى أولاً ثم جهود هذا المسئول دعوت الله تعالى له وشكرته منه وقلت له أكثر الله من أمثالك وزادك الله من فضله وجزاك عن الجميع خير الجزاء.
الرسالة التي أريد إيصالها لجميع المسئولين من خلال هذه القصة هي أنه يمكن للمسئول أن يخدم جميع المراجعين بابتسامة جميلة واستقبال يليق بهم دون أدنى تكلفة ولا مشقة عليه، وأقول إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه دائما ما يؤكد على جميع المسئولين من وزراء فما دونهم بالقيام بالواجبات وخدمة جميع المراجعين على الوجه الأكمل وقال : اعتبروا جميع المراجعين هم عبد الله بن عبد العزيز. فجزاك الله خيرا يا خادم الحرمين الشريفين وحفظك وأطال عمرك على طاعته، فلا عذر المسؤول بعد كلمات خادم الحرمين الشريفين وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، وخير الناس أنفعهم للناس.