بريدة - حنان الوابلي:
أكدت مهتمات في العمل التطوعي الخيري أن مشاركة المرأة في العمل التطوعي أفضل من مشاركة الرجل في بعض المجالات، معللات ذلك بأن المرأة تدخل هذا المجال بتفاني وتفرغ تام، وأكدن على أهمية الدور الإعلامي في إبراز جهود المرأة في هذا المجال «الجزيرة» استطلعت آراء عدد من المهتمات في العمل التطوعي الخيري ومشاركة المرأة في هذا المجال.
حيث ترى مدير الوحدات النسائية بجمعية أسرة ببريدة رئيسة التوعية الإسلامية بإدارة التربية والتعليم «بنات» بالقصيم سابقاً العنود بنت عبدالله القناص في حديثها أن مشاركة المرأة في العمل التطوعي منبثق من مسارعتها إلى الخير الذي دعيت عليه في الإسلام لذا هي تقدمه بصورة متفانية مبتغية الثواب وفي كل المجالات التي ترى الحاجة إليها. واستدركت القناص حديثها بأنه لا شك أن ظروف المرأة وتكوينها الخلقي وطبيعة وظيفتها ينعكس ذلك على صعوبة استمرارية في العمل، وقالت «تجد المسؤولات في العمل الخيري صعوبة في انقطاع وغياب بعض العاملات بسبب الظروف العائلية والصحية». مشددة على أن مفهوم العمل التطوعي والمشاركة فيه أصبح ثقافة عالمية يتم تناوله في الدول المتقدمة على أنه مطلب اجتماعي على الجميع، وأنه جزء من عملية التنمية، كيف وقد سبقنا أولئك بأنه دعوة ربانية وهدي نبوي، شاركت فيه المرأة من أول أيام الإسلام، وطالبت القناص بتعزيز العمل التطوعي من خلال تسخير الوسائل المؤثرة، ثم وتسهيل مشاركتها، وتسجيلها في صالح المتطوعة سواء كانت موظفة أو ربة منزل.
وترى القناص بأن العمل التطوعي نعمة من الله على القادرين الباذلين سواء للجهد أو المال أو الفكر، حيث يؤكدن المتطوعات في العمل الخيري أن توفيق الله لهم أن جعلهم اليد العليا المعطية، وما يثمره ذلك من تنامي مشاعر الرحمة والعطف، بالإضافة إلى اكتساب مهارات التواصل وحسن التعامل والتفكير والتخطيط. وأوضحت القناص بأن جمعية أسرة يطلق عليها شعار: جمعيات في جمعية، فهي شاملة لكل مجالات العمل الاجتماعي والأسري.
كما تشير الدكتورة هدى محمد الغفيص رئيسة اللجان المنظمة للملتقى الاجتماعي النسائي الأول بالقصيم، وكيلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم بأن المرأة في بلادنا ولله الحمد تسهم في أعمال التطوعي الفردي والمؤسسي بشكل جبار، وما قيام هذه الجمعيات والأقسام النسائية فيها إلا دليل على حجم هذه المساهمة، وعن الصعوبات التي تواجه المرأة في العمل التطوعي تقول الغفيص «بأن أولى الصعوبات وأهمها هو حين يكون لديها ثلاث مسؤوليات في آن واحد: العمل الرسمي، والعمل التطوعي، ومسؤوليات المنزل، ولا شك أنها صعوبة معيقة، لكن ومع ذلك نرى النماذج المثالية التي استطاعت وبكل جدارة أن توفق بين هذه المسؤوليات.
وعن غياب ثقافة العمل التطوعي لدى المرأة ترى الغفيص «أن إدراك الدعوة إلى المشاركة التطوعية في مناهج التعليم وبيان الآثار الأخروية والدنيوية على نتائج مشاركة المرأة في مثل الأعمال التطوعية».
وأشادت الغفيص باهتمام جمعية أسرة بالعمل التطوعي وتطبيعه ونشره في أوساط النساء من خلال البرامج والفعاليات التي تقوم بتنظيمها وكان آخرها الملتقى الاجتماعي النسائي الأول بمنطقة القصيم حيث يهدف هذا الملتقى إلى نشر ثقافة التطوع وبيان مجالاته ومؤسساته لتستطيع المرأة تحديد موقعها المناسب فيه.
إلى ذلك تقول مشرفة وحدة التدريب والتأهيل ومديرة مركز مهارات الأسرة للتدريب بجمعية أسرة ببريدة ليلى مبارك العميريني: «لا أبالغ إن قلت إن مشاركة المرأة في العمل التطوعي في بعض مجالاته أفضل من مشاركة الرجل، ذلك لأن المرأة تدخل هذا المجال بتفاني وتفرغ تام لذا استطاعت أن ترسم صورة رائعة عن مشاركتها، مشيرة بأن من الصعوبات التي تواجه عمل المرأة التطوعي، حيث إن بعض المستفيدات والمستهدفات تنظر إلى المرأة العاملة كما تنظر إليها في العمل الحكومي على أنها على وظيفة ذات دخل عالٍ، وأنها ملزمة بأن تلبي كل طلباتها، ناسية طبيعة العمل الخيري وشح موارده واحتساب العاملات فيه، وشددت العميريني على الدور الإعلامي في أهمية تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى المرأة وبيان أهمية المشاركة في بناء المجتمع وتماسكه وتعاطفه. مبينة بأن الآثار الإيجابية التي تُحصّلها المرأة من العمل التطوعي كثيرة، وربما لا تدركها تماماً إلا من مارست العمل التطوعي، فهو بركة على الفرد المتطوع نفسه، حيث يحقق فيه الرضا عن نفسه حين يحس بنشوة تقدم الخير للغير، وما يصاحب ذلك من دعوات وابتهال إلى الله.
وتعّول العميريني على دور جمعية أسرة في دعم مسيرة عمل المرأة في العمل الاجتماعي حيث تقول: «بأن برامج جمعية أسرة لا تتوقف في تقدم العمل التطوعي من تدريب وتأهيل فضلاً عن برامج نوعية للمرأة والطفل».