حمداً لله؛ سيكون لدينا أخيراً بدائل حقيقية أخرى إلى جانب الخطوط السعودية لنختار منها عندما نريد السفر جواً! وفي حال اختيارنا للخطوط السعودية لأي سبب من الأسباب، فسوف يكون هنالك معنى للعبارة الشهيرة التي يشدو بها مضيفو السعودية على كل رحلة: «نشكركم على اختياركم السعودية»! ففي هذه الحالة لن يكون الاختيار على طريقة «غصب» كما في الأيام السالفة لحقبة ما قبل الفضائيات، بل سيكون الاختيار قراراً مستقلاً حراً من المسافر، ومن لا تعجبه الخدمة فسوف يكون «ذنبه على جنبه».

سيكون الاختيار حقيقياً هذه المرة بعد دخول شركة طيران الخليج وشركة الخطوط الجوية القطرية إلى مجال الخدمة الجوية في المملكة وكسر احتكار الخطوط السعودية للخدمة المحلية. فقد أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني فوز الشركتين في الحصول على رخصة «ناقل جوي وطني» بعد فرز ملفات العديد من الشركات لدخول الخدمة.

هذا خبرٌ سعيدٌ حقاً، فلم تكن تجربة الشركات المحلية الصغيرة التي مارست تقديم خدمات النقل الجوي المحلي خلال السنوات الماضية مشجعة لأسباب كثيرة، ولكن عندما تأتي هاتان الشركتان العملاقتان وتدخلان الخدمة بما لديهما من رصيد في مجال الخدمة الجوية فإن المأمول هو أن تنجح التجربة.

ومن حسن حظ الشركتين أن الخطوط السعودية فقدت رصيدها القديم في الخدمة المتميزة التي اشتهرت بها في السابق، وأصبح المسافرون يتطلعون إلى بديل عن الخطوط السعودية.

وأكبر دليل على تذمر المسافرين من الخطوط السعودية هو أن المسافر أصبح يلجأ إلى السفر بالسيارة لمسافة مئات الكيلومترات هرباً من مشاكل الخطوط السعودية حتى عندما يكون تفضيله الأول هو السفر بالطائرة لولا شكوكه في الحصول على خدمة معقولة (ولا أقول ممتازة!) من ناقلنا الوطني: الخطوط السعودية، علماً بأنها خدمة مدفوعة الثمن بالطبع وليست مجانية.

ربما تكون الخطوط السعودية ظالمة ومظلومة، فهي ليست شركة تجارية بالمعنى المتعارف عليه بل تخضع للكثير من القيود والاعتبارات بسبب تبعيتها للحكومة. فنحن -جموع المسافرين- نتفهم ظروفها، لكننا ندرك أيضاً أن هذه هي مشكلتها وليست مشكلتنا.. ولذلك نحن نفرح أن تأتينا «الخطوط القطرية» و»طيران الخليج» فلن يكون لديهما أثقال وعوائق وظروف بيروقراطية. وأياً تكن مشكلاتهما فهما تعلمان أن المنافسة لا ترحم في عالم يسوده مبدأ «البقاء للأصلح».

أهلاً بالمنافسة بعد طول غياب؛ ونتطلع إلى الأفضل إن شاء الله.