قال تعالى ومن أصدق من الله قيلاً: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
الموت هو سنة الحياة منذ خلق الله آدم عليه السلام، وبالأمس فقدت المملكة العربية السعودية رجلاً من رجالاتها وحفيد موحد الجزيرة العربية، ألا وهو صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الإعلام، فقد فقده معارفه وأقاربه، بل كل من عرفه سواء من بعد أو قرب، لم يحصل لي الشرف بلقاء سموه الذي فقدناه وهو في ريعان شبابه وريعان عطائه الدؤوب، ذلك الأمير الذي لا يستلم راتبه ليس تعالياً -والعياذ بالله-، بل إيماناً من صاحب قلب رحيم يؤمن بقوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}، وهل أحب من المال، وذلك أن تتصور عزيزي القارئ أن راتبه يوزع على المستحقين بمعرفة مكتبه ومن شدة تواضعه عندما يدلف باب الوزارة ويجد الجندي (الخفير) وقد أضناه التعب والتفكير وبعد الروتين من أداء التحية يترجل من سيارته ليصافح ويسلم عليه سائلاً عن حاله وأحواله لم تغره المسميات أو البروتوكولات، فقد كان بقمة الإنسانية إنني على ثقة تامة أن زملاءه في العمل هم أقرب إلى الكتابة عن مناقبه بحكم السنين التي قضوها معه تحت سقف واحد.
وختاماً أدعو الله من كل قلبي أن يرحم الفقيد رحمة واسعة وأن يدخله فسيح جناته وأن يلهم ذويه ومحبيه وأقاربه وأحبابه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.
ختاماً أقول ما قاله المهلهل لأخيه:
سقاك الغيث أنك كنت غيثاً
ويسرا حين يلتمس اليسار
وقول شاعر آخر:
سقيا لقبرك من قبر ولا برحت
جود الرواعد تسقيه وتحتلب
الظهران - القاعدة الجوية