|
الجزيرة - المحليات:
في خطوة كبيرة بادرت مؤسسة المكتبات المحوسبة (OCLC) عبر موقعها الرسمي بالحديث عن مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة التي يرأس مجلس إدارتها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وجهودها في تبني ودعم الفهرس العربي الموحد، الذي أصبح من أهم المشروعات في الوطن العربي وجسر تواصل عالمي بين الثقافات، وتُعدُّ مؤسسة المكتبات المحوسبة (OCLC) أكبر منفذ ببليوجرافي عالمي وتضم في عضويتها 72000 مكتبة في 170 دولة حول العالم مما يعطي بعدًا ثقافيًّا ومعرفيًّا كبيرًا يسهم في وصول الإنتاج الفكري العربي إلى كل أقطار العالم ويبرز مكانة المملكة العربيَّة السعوديَّة ومؤسساتها في تبني كل ما يخدم العلوم الإنسانيَّة والثَّقافة العالميَّة.
وذكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة المكتبات المحوسبة الدكتور جي جوردان أن ما قدَّمته مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة ممثَّلة بمركز الفهرس العربي الموحد يُعدُّ ذا فائدة هائلة، فهي تفتح كنوز المجموعات العربيَّة الإقليميَّة للعالم أجمع والحقيقة أن كثيرًا من هذه الموارد المعرفية كانت مجهولة بالنِّسبة للباحثين والدارسين والعلماء، الذين يعيشون خارج نطاق الشرق الأوسط، ومع ذلك لا يزال هناك عملٌ كثيرٌ ينبغي القيام به، وبطبيعة الحال أن المكتبات الأكاديمية في الولايات المتحدة الأمريكيَّة ترحب بإضافة الفهرس العربي الموحد إلى الفهرس العالمي لمؤسسة (OCLC) كما لمست الترحيب أيْضًا من جميع أنحاء العالم، وأودُّ أن أذكر حيال هذا الأمر أننا ننظر إلى الفهرس العربي الموحد باعتباره محورًا لتوفير المحتوى الرقمي باللُّغة العربيَّة ونتمنَّى للقائمين عليه وعلى مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة المزيد من النجاحات القادمة.
وعلى جانب آخر ذي صلة أطلقت وكالة الغوث الدوليَّة «الأنروا» المرحلة الثانية من مشروع تطوير المكتبات المدرسية والمكتبة الإلكترونية بهدف ربط جميع المكتبات الأكاديمية في وكالة الغوث الدوليَّة وإعطاء كل مكتبة فهرسًا مستقلاً بها.
وقد أثنت الدكتورة أمل عياش مدير مراكز التطوير التربوي في وكالة الغوث الدوليَّة «الأنروا» على الدعم الفني الكامل الذي قدَّمته مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة ممثَّلة في الفهرس العربي الموحد في مجال توحيد الفهرسة في المكتبات وتدريب أمنائها. وقالت: «إنه نظرًا لقلّة الإمكانات المادِّية في وكالة الغوث الدوليَّة، فقد فكرنا في تطوير المكتبات المدرسية وحوسبة هذه المكتبات وإضافة الكتب الإلكترونية لجميع مدارسنا، فكانت هناك استجابة رائعة من مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة ممثلة بمركز الفهرس العربي الموحد في المملكة العربيَّة السعوديَّة، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر والتقدير لهم على هذه الجهود المبذولة لخدمة الإنتاج الفكري العربي، وقد سعدت بوجود الدكتور صالح المسند مدير المركز الذي شرّفنا في حفل انطلاق المرحلة الثانية للمشروع في الأردن، والحقيقة أن الفهرس العربي الموحد قدم لنا الدعم الفني الكامل في مجال توحيد الفهرسة في مكتباتنا وأيْضًا مكننا من تدريب أمناء المكتبات ليكونوا على قدر جيد من التأهيل». وأشارت الدكتورة أمل عياش إلى أن «الأنروا» تهدف من هذا المشروع إلى بناء قاعدة بيانات موحدة تضم الكتب والمراجع وإرساء أسس البحث العلمي وتطوير مهارات البحث لدى الطَّلبة. من جانبه قال الأستاذ أيمن الشايب خبير تكنولوجيا المعلومات في مراكز التطوير التربوي «الأنروا»: نحن بصدد إقامة ورش تدريبيَّة مع الفهرس العربي الموحد لمشرفي مراكز مصادر التعلّم لنقوم بإدخال مكتبة البرامج والأفلام التعليميَّة الموجودة لدينا على موقع الفهرس العربي الموحد لإتاحتها لجميع المستفيدين من خلال الفهرس العرب الموحد. وعن المرحلة الأولى من المشروع قال: لقد ضمَّت المرحلة الأولى من هذا المشروع 128 مكتبة أكاديمية لِكُلِّ مكتبة موقعٌ إلكترونيٌّ خاصٌ بها ليسهل على الطَّلبة والكادر التَّعليمي الوصول إلى الكتاب المطبوع في مكتبة المدرسة عن طريق الإنترنت إلى جانب سرعة البحث عن الكتب العربيَّة الموجودة في الفهرس العربي الموحد. فيما أشار الأستاذ باسم محمد فراس منسق مشروع تطوير المكتبات الأكاديمية في «الأنروا» إلى أنّه في المرحلة الأولى تمَّت الاستفادة من الفهرس العربي الموحد باستيراد 15000 تسجيلة استفادت منها 128 مكتبة مدرسية، مضيفًا أن هذا المشروع يخدم جميع المكتبات الخاصَّة بوكالة الغوث الدوليَّة «الأنروا» في كلِّ من الأردنوفلسطين وسوريا ولبنان وتضم 700 مكتبة ويستفيد منها 500 ألف طالب وطالبة، وقد ساهمت الشراكة مع الفهرس العربي الموحد على تطوير الكادر التَّعليمي على طريقة استخدام تقنيات الفهرس العربي الموحد المتطوِّرة والاستفادة من خدماته، الأمر الذي أوجد بنية تكنولوجية للمشروع ووفر مصادر معلومات بصيغة مارك العالميَّة المعتمدة في هذا الإطار. وحول ذلك تحدث سعادة الدكتور عبدالكريم الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة قائلاً: إن العوامل المشتركة بين الأمة العربيَّة هي الدين واللُّغة والتاريخ والإرث الحضاري والفكري. ولا حاجة للتأكيد على أن قوة الأمة العربيَّة تكمن في وحدتها الثقافيَّة وتكاملها المعرفي ونهضتها العلميَّة المستندة على إرثها المعرفي وإنتاجها الفكري. وهذا التكامل والتعاون سيساعد المفكرين والباحثين والطلاب وصناع القرار أيْضًا على التخطيط السليم والنُّهوض بالأمة ثقافيًّا ومعرفيًّا واجتماعيًّا وتقنيًا.
وهنا تأتي أهمية الأعمال الثقافيَّة العربيَّة التي تتّخذ صبغة عربيَّة متعدية لحدود الدَّوْلة الواحدة ومتخذة أسباب النجاح من حشد الطاقات العربيَّة وتوحيد الجهود والبناء وفق المعايير والتقنيات الدوليَّة والإفادة من أحدث ما توصل إليه العلم في تقنيات المعلومات والاتِّصالات.
والفهرس العربي الموحد يقع في هذا السياق وله بعدٌ علميٌّ وسياسيٌّ وحضاريٌّ؛ لأنّه يسهم في قضية مهمة جدًا وهي التَّحكم في معرفتنا ومعلوماتنا العربيَّة، بدلاً من أن تصنَّع وتجهز وتتاح بأيدي غيرنا. ونحن في مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة وبتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- نفذنا هذا المشروع وأطلقناه بنجاح، حتَّى توجناه باتفاقية شراكة وتعاون مع أكبر مرفق ببليوجرافي عالمي وهو مؤسسة المكتبات ومراكز المعلومات المحوسبة على الخط المباشر (OCLC) التي تمتلك أكبر فهرس عالمي يضمّ ملايين التسجيلات الببليوجرافية في شتَّى لغات العالم. وقد حملنا على الفهرس العالمي أكثر من مليون ومائتي ألف تسجيلة مختصرة للأوعية العربيَّة مع رابط لها في قاعدة الفهرس العربي الموحد.