أجمل ما فعلتُه ليلة البارحة بمناسبة ليلة (رأس السنة) هو المحافظة على طقوس أتبعها (سنوياً) تتمثل في قضاء هذه المناسبة السعيدة في منزلي وبين أفراد أسرتي الصغيرة، نتناول العشاء (السنوي) مبكراً والذي يتمثل في فول (بريالين) وخبز (بريال)!.
المسألة ليست (بخلاً) أو تيمناً بقصيدة (سعد بن جدلان) التي يقول آخرها: وإن كان همك بالزمن بس لقمتك.. الفول بريالين والخبز بريال، بقدر ما هي فلسفة أحب فيها أن أذكر نفسي مطلع (السنة الجديدة) أن الأمور أبسط مما يجب، حتى لا أنسى مع لهفة البحث عن (لقمة العيش) والركض المستمر ورائها أن الحياة (سهلة) رغم ما نعيشه من غلاء فاحش ، أبدأ عامي الجديد بعشاء يسد (جوع الشتاء) مقابل 3 ريالات وأنا أعلم أن هناك ليالي قد يدفع فيها الإنسان 500 ريال مقابل لقمتين أو ثلاث، وحتى تبقى ليلة رأس السنة (معيارا) لضبط بقية أيام العام !.
الحمد لله أنني أحتفل بالمناسبة بهذه الطريقة (الهادئة والمفيدة) بعيداً عن بعض العادات (الغريبة) والمزعجة لبعض الشعوب، كالتناوب على تكسير (الأواني المنزلية) على أبواب الجيران مع منتصف ليلة العام الجديد لجلب (الحظ) كما في الدنمارك، فلو تم هذا عندنا لاشتعلت حرب (داحس والغبراء) بين (زوجات الجيران) بسبب كثرة الأمنيات المتبادلة وكمية الصحون المحطمة، وإن بدأت أشك أن في شارع بيتنا (دنماركيات) يحتفلن طوال العام بهذه الطقوس !.
عموماً (الستر زين) وليس من اللائق التحدث عن (حارتنا) وأسرارها مطلع العام، كما أشكر الله أني لا أسكن في بعض المناطق الإيطالية الشعبية التي تلزمني برمي قطع (الأثاث القديم) مع نوافذ المنزل طلباً للرزق، طبعاً (درايش بيوتنا) مغلقة بالحديد ولا يوجد لدينا أصلاً (أثاث صغير) يمكن رميه؟!.
وبالمناسبة سوء الظن أمر (غير محمود) لأني للتو اكتشفت أن من يسكن في (رأس العاير) في إحدى الشقق قد يكونون (عرسانا إيطاليين) وليس كما يشاع في الحارة أن كل من يسكن الشقة (يطلق زوجته) بسبب رؤيتنا (لأثاث منزلهم) مرميا في الخارج بعد فترة بسيطة!.
هناك طقوس عديدة لدى بعض الشعوب، يمكنك عزيزتي (الزوجة) سؤال (سي السيد) عنها؟!.
بالمناسبة: أين (زوجك) مند يوم أمس؟!.
الله يقدرنا على فعل الخير دوماً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com