|
أحببت أن أذكر بعض المواقف التي حضرتها وأبرئ ذمتي بما سمعت، وتذكرتها عندما سمعت بالأمس كلمة والدنا وولي أمرنا -بعد الله- عندما قال إن خير هذه الميزانية هو لأبناء هذا الوطن الغالي:
حضرت للملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وكنا حادرين مع طريق مكة للحجاز في معيته، وكنت حاضراً بمجلسه في مركز المويه في سنة من السنين، وكان كعادته يعطي مبلغاً من النقود لماجد بن خثيلة ليقسمها على المواطنين في الطريق، وعندما جاء ماجد بن خثيلة سأله الملك عبد العزيز: عسى ما تعديت أحدا وما عطيته، ورد عليه ماجد: لا يا طويل العمر كلهم يدعون لك، فقال له الملك عبد العزيز: يا أخوي هذا حقهم وحنا أمناء عليه.
وسمعت كلمة للملك سعود -رحمه الله- في مجلسه عندما أسس جامعة الملك سعود قال: (إن الله أحياني بحط جامعة في كل منطقة، وبخلي الرياض بلورة يضرب بها المثل في كل نواحي الحياة)، وهاهي تتحقق على يد والدنا الملك عبد الله - أمد الله في عمره.
وحضرت كلمة للملك فيصل -رحمه الله- في مكتبه، وكنت جالس عنده وما كان عنده إلا كاتبه رئيس الديوان صالح العباد، ورفع معاملة للملك فيصل وعندما قرأها قال له: (يا صالح إن الله أحياني ما أخلي أحد من مواطني هذه البلاد يعتاز لأحد).
وكانت هذه في آخر سنة له قبل وفاته في الطايف بالمصيف.
وسمعت من الملك فيصل أن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا كان يلقب الملك عبد العزيز بأسد الليالي السود.
وسمعت عمي متعب بن عبد العزيز يقول: في الملك عبد العزيز خصلة إن أعطى أحد استانس وإن سمع إن أحد معطى إستانس وهذي خصلة ما شفتها إلا في الأمير محمد بن عبد العزيز.
والحمد لله إن هذه الأمور تحققت على يد والدنا وولي أمرنا بعد الله، وذكرت ذلك بعدما سمعت كلمته -حفظه الله وأمد في عمره- لخدمة الحرمين وبلاده ومواطنيه، وأن ينفع به الجميع، والحمد لله هؤلاء الأشبال من ذاك الأسد، وأسأل الله أن يوحد هذه العائلة لخدمة الحرمين والمواطنين والإسلام والمسلمين وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.