الظلم إن دام دمر، والظلم الذي تمارسه جماعة نوري المالكي في العراق سيدمر البلد؛ إذ يتعرض أحد أهم مكونات الشعب العراقي إلى ظلم فاضح بعد أن جند نوري المالكي كل أدوات السلطة وأجهزتها الأمنية والإدارية وحتى القضائية لظلم أهل السُّنة، الذين وُضعت مواد قضائية خاصة بهم، لا تطبق إلا عليهم، ومنها المادة سيئة السمعة (مادة 4 إرهاب)، فهذه المادة لا تطبق إلا على أهل السُّنة، وعن طريقها وُضع آلاف العراقيين من أهل السُّنة في السجون، وبعضهم أُعدم، وآخرون مشردون هائمون خارج البلاد، ومنهم السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، في حين لا يزال من ارتكبوا الأعمال الإرهابية فعلاً يسرحون ويمرحون.
العراقيون الشرفاء يتساءلون عن قادة المليشيات الطائفية الذين كانوا يقطعون رؤوس أهل السُّنة، ويرمون بجثثهم في نهر دجلة، وعن وزير الداخلية السابق الذي حوَّل أقبية مبنى وزارة الداخلية ومرآب مطار المثنى في بغداد إلى معتقلات، استُعملت لتعذيب الأبرياء من العراقيين، وشكل جبر صولاغ فِرق الإعدام والقتل التي أشاعت الرعب في بغداد وما حولها، ورئيس منظمة بدر التي تشكلت وترعرعت في إيران تخصصت في اغتيال العلماء العراقيين من أساتذة الجامعات والطيارين العراقيين عقاباً لهم لمشاركتهم في الدفاع عن العراق إبان الحرب العراقية الإيرانية، وبدلاً من أن يقدَّم للمحاكمة وفق مادة المالكي (4 إرهاب) يكافأ ويقلَّد منصب وزارة المواصلات..!
ماذا نسرد وماذا نورد عن قادة المليشيات الطائفية التي استُورد من يدربها من إيران ولبنان، وما زالوا يسرحون ويمرحون، وبعضهم يكافأ ويُرسل إلى بلاده مكرَّماً؛ لأنه أنجز ما جاء من أجله، وهو قتل أهل السُّنة.
أما في الجانب الآخر فالصورة مختلفة، وطالت حتى النساء، فحرائر العراق يُقتلن وفق المادة المشؤومة (4 إرهاب)، ويُقبض عليهن في مدنهن في الرمادي والفلوجة والموصل، ويرسلن مكبلات إلى معتقلات المالكي في بغداد، ويتم تعذيبهن والاعتداء على البعض منهن؛ حيث ذكرت الأنباء التي يتداولها العراقيون أن سجون المالكي يجري فيها اغتصاب حرائر العراق.
كل هذا ولا يثور العراقيون في الأنبار والفلوجة وعانه وسامراء وديالى والموصل وكركوك..؟!
الدهشة هو تأخُّر هذا الغضب العراقي المشروع، وهي الدهشة نفسها التي تصيبنا من تأخُّر العرب جميعاً عن نصرة أهل العراق من ظلم المالكي ومن وراء المالكي من الصفويين الفارسيين الذين يعبثون في العراق، والعرب لا يزالون يتفرجون.
jaser@al-jazirah.com.sa