المجتمع العادل هو الذي يعتبر الأخلاق خيراً والمحافظة عليها فضيلة: أما المجتمع الظالم فليس بخير والأخلاق تحرص على تخليصه من الظلم والظالمين؟
وهذا واجب يفرضه الدين الحنيف وهو أساسي على كل مسلم..
قال سيد البشرية محمد - صلى الله عليه وسلم - إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعذاب منه، لأن العدل لا يمكن تحقيقه في ظل الاضطراب والفوضى وانتهاك القوانين والاعتداء على الآخرين، ولهذا فإن العدل مشروط بالأمن والعدل في المجتمع يعني صيانة الخيرات وحفظ المكتسبات واحترام حقوق البشر، لأن العدل في عقيدتنا الإسلامية واجب على المسلم في تعامله مع كل الناس وبدون استثناء.
ولنا في الرسول الكريم أسوة حسنة الذي قتل مسلما بذمي وإن عمر بن الخطاب مكّن غلاماً قبطياً من أن يصفع ابن حاكم مصر عمر بن العاص قصاصاً لنفسه.
إن العدل في الإسلام ليس للعرب أو المسلمين وحدهم دون غيرهم ولكنه واجب إنساني لكل الناس بصرف النظر عن جنسه وعقيدته!!
إن من المؤلم ما نشاهده يومياً عبر الفضائيات من اعتداء سافر على الأرواح والممتلكات في عالمنا العربي وفقدان الأمن والاستقرار، ومن المؤلم أيضاً أن نسمع كل يوم ما يتعرض له الكثير من البشر من معاملات لا تليق بالإنسانية ولا بدين الحق وبكل أسف هذه الممارسات تصدر من رجال يدعون المثالية والاعتدال؟
إن العودة إلى الطريق السليم تعني العدل وإن التمرد على النظم والقوانين تعني الظلم وإن التعاضد والتآخي يعني العدل، وإن هضم الحقوق وتعطيل مصالح الدولة والمواطنين معناه الظلم.
الأسئلة كثيرة فهل يعي المجتمع أخطار الظلم وهل يحافظ ويعرف فضيلة العدل؟! وهل يدركون أن الظلم ظلمات يوم القيامة.