يتمّ استخدام (الإنترنت) من قبل أشخاص متنكرين وتحت أسماء مستعارة وذلك في منطقتنا بسبب الجبن والعدوانية بل والكراهية. وهؤلاء صنف من البشر يشبهون ثمرة البصل تلك التي تقوم بتقشيرها حتى تنتهي إلى فصّ صغير فحسب!. ويمتلئ مكانك بالقشور عديمة الجدوى.
هم كذلك في تعاملهم المتخلف مع ثورة العصر المتمثلة بالشبكة العالمية للمعلومات وتفجّر الاتصالات وسهولة الحصول على المعلومة ووو... وهؤلاء غالبية مستخدمي الإنترنت وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب. وحين يكون الإنسـان عاجزا ولأيّ سبب عن توقيع اسمه الحقيقي يصبح ما يكتبه في عداد المهملات وضيفا على (مزابل) القمامة!. وليس عذرا القول بأنه يتفادى الرقابة لأن الرقيب - حيثما وُجـد - لا يشغل نفسه بمحاولات استخراج الاسم الحقيقي له. ومن ثَمّ يصبح ما يدوّنه هباءً و(قبضَ الريح)!. ولذا يتقلص دور الشبكة العالمية التغييري والمستجيب للمطالب العادلة. وثمة ما هو أسوأ من ذلك كالكتابة تحت اسم معروف أو الاشـتراك في جدلٍ أو حوار يتضح من خلاله أن من كتبه ليس المذكور اسمه فجماهير الإنترنت واعية ومحصّنة ضدّ التزييف وتعرف رأي كاتب ما في قضية ما من خلال متابعتها لما ينشره خارج نطاق الإنترنت والملاحظ - للأسـف! - أنّ هؤلاء المتنكرين يشكل غالبيتهم مواطنون يدّعون الحرص على مصالح الوطن بينما يظلّ هدفهم الحقيقي إثارة البلبلة وافتعال أدوار ٍ ليسوا أهلا لها. فهل يمكننا القول - بالمطلق - إن أبناء هذا الوطن يتميّزون بالخوف ويهربون من المسئولية - أدنى حدّ من المسئولية؟!. إنّ كثيرين منهم هم كذلك فعلا نتيجة ما نشأوا عليه من قمع في بيوتهم ومدارسهم حيث يُعتبر السؤال (حراما) ويُعاقب السائل بحجة أنه يتدخل في (أمور لا تعنيه) والحكمة العربية الخالدة تكمل: إن من يتدخل فيما لا يعنيه سوف يسمع ما لا يرضيه، وفعل يسمع يتشعب إلى أشكال عقابية عديدة ندعو الله ألا تطالنا نحن الذين ولدنا وفي أفواهنا - أقلام - من الذهب إن كان مقبولا استخدام الذهب في المشاكسة والنقد والاعتراض. يؤلمني حقا أنني أعرف عددا من الأصدقاء (يحْرفون) في الإنترنت منذ زمن طويل وما زالوا يضعون أسماء مستعارة وكأنهم يوحون للمتابعين أن ما يكتبون هو من فئة (الممنوع) بينما هو في الحقيقة لا يتعدّى النقل من مجالس الثرثرة المغرمة باغتياب كل من لا يكون من روّادها.
ثورة التواصل هي نعمة إن استخدمتْ بأمانة ومهنية وبناءً على حقائق لا على ظنون. ولكنّ ثمة سببا أرى أنه يشكل دافعا حقيقيا وراء مثل هكذا تصرفات وهو ميل مجتمعاتنا إلى (الكتمان) وعدم التزامها بالحوار ونتائجه كون مثل نتائج الحوار تضرّ بأحاديتها وأحكامها المسبقة.
alhomaidjarallah@gmail.comحائل