أضاعوني فتىً أسْمَرْ
بِلا رَسْمٍ ولا مَنْظَرْ
أكُنُّ اللَّيْلَ في رئتي
فأنْفُثُ في الهوا عَنْبَرْ
أضاعوني وما لِلصُّبْحِ
في عَيْنيَّ مِنْ مَعْبَرْ
وما أنِسوا بِمَشْكاتي
ولا نظروا إلى الجَوْهَرْ
يَضُجُّ الكَوْنُ في لُغَتي
وصَمْتي في المدى أوْقَرْ
وهذا الشِّعْرُ مُنْذُ التَّيْهِ
مَسْفُوْكٌ على المِنْبَرْ
أمُجُّ الخَوْفَ، تَلْفِظُني
ذَرائعُهُ ولَمْ تَظْفَرْ
ولكنِّي مِنَ الإقْدامِ
كُنتُ أفِرُّ لِلْمَهْجَرْ
وفي بَعْضِيْ حِكاياتٌ
تَشِيْ بِالْمُجْمَلِ المُضْمَرْ
وأسْئلةٌ على كَتِفِيْ
يَئنُّ بِحَمْلِها المِئزَرْ
هُلامِيٌّ على شَفَتِي الجوابُ
وما لَهُ مَصْدَرْ
أبِيْتُ على انْكِساراتي
وأحْلُمُ أنَّها تُجْبَرْ
ولكنِّي على كُلٍّ
مُضاعٌ قَبْلَ أنْ أُكْسَرْ
أيا وطناً وفِيكَ نُدُوْبُ
أحلامي غَدَتْ أكْثَرْ
وذاكِرَةُ البقاءِ على
ثَراكَ خَبَتْ ولَمْ تُذْكَرْ
أنا ذاكَ الفتَى المَطْمُوْرُ
تَحْتَ ذَرِيْعَةِ المَظْهَرْ
أمَا خَطَّتْ أنامِلُكَ الرِّقِيقَةُ
رِحْلَةَ المُضْطَرْ
قَضَيْتَ عَلَيِّ في سَحَرٍ
تَمَطَّى بي وما أسْفَرْ
أضاعوني على خُطُواتِ
أمْسِكَ لِلْغَدِ الأزْهَرْ
أضاعوني وما صَبَرُوا
على وَجَعٍ بَدا أنْضَرْ
أضاعوني أضاعوني
أضاعوني فتىً أسْمَرْ