انتهى موسم رياضي طويل.. شهد جملة من الإنجازات والإخفاقات.. شهد خروج المنتخب الأول من التصفيات الموصلة لمونديال 2014، وهو الحدث الرياضي الأشد نظراً لما شكله من صدمة للشارع الرياضي الذي كان ينتظر أن يعوض الأخضر إخفاقه في بلوغ مونديال جنوب إفريقيا ليفاجأ به يودع مبكراً هذه المرة.. ومن الخطوة الثانية!! تبعات هذا الخروج لن تتوقف عند صدمة الشارع والذهول الذي أصابه جراء الخروج المر، فلم تكد شمس الأربعاء الحزين تودع سماء السعودية إلا واتحاد الكرة يعلن استقالته وإتاحة الفرصة لاتحاد مؤقت يتدبر أمر الكرة المحلية إلى حين تشكيل اتحاد جديد.
الموسم الرياضي أيضاً شهد تطوراً كبيراً في مستوى الفريق الأهلاوي.. وغياب نظيره الاتحادي عن المشهد المحلي.. ونجاح الشباب في تحقيق أول بطولة دوري في تاريخه بنظام النقاط، وتراجع الهلال لدرجة أنه احتل المركز الثالث في الدوري السعودي بفارق أربع نقاط عن المتصدر وعدم قدرته على تحقيق أي انجاز باستثناء كأس ولي العهد.. كما شهد الموسم نجاح فريق النصر في بلوغ أول نهائي محلي له منذ العام على مستوى الفريق الأول 2001 لكن (العالمي) ظل عاجزاً عن تحقيق أي لقب (محلي) منذ العام 1998.. الموسم شهد تذبذباً في مستوى الاتفاق.. وسطوع نجم الفتح.. ونجاح هجر والفيصلي ونجران في تحقيق هدف البقاء.. واستمرار إثارة الرائد والتعاون... وهبوط فريق القادسية بعد أن بقي قبل موسمين بقرار زيادة الأندية وقبل موسم بقرار خصم ثلاث نقاط من الوحدة... والغريب أن القادسية هبط للأولى رغم أنه قدم مستويات لافتة تفوق ما قدمته فرق نجحت في البقاء، ورغم أنه يملك عدداً من المواهب التي ينتظر أن يكون لها شأن كبير.. لكن القريبين من النادي يعزون هبوطه إلى السياسة التي يدار بها النادي وتفريطه بعدد من نجومه في مراحل حاسمة.
انتهى الموسم الذي أرى أنه الأقل حضوراً وتأثراً بالنسبة للاعب الأجنبي.. والأكثر إثارة للجدل في قرارات الحكام ولجنة الانضباط.. وسنبقى بانتظار موسم جديد لا أتوقع أن يحمل جديداً.. لأنه لا يلوح في الأفق شيء من ذلك.. أتوقع مثلاً تواصل سياسة رمي الفشل على المدربين والتخبط في التعاقد مع اللاعبين الأجانب وتواصل أخطاء الحكام -فهم بشر وهي جزء من اللعبة- وسيظل الأمر كذلك حتى حين.
البرنامج الخليجي.. ما بعد الفشل إلا الرحيل
وفق ما أعلن مسئولو أحد البرامج الرياضية الخليجية فإن حلقته هذا الأسبوع كانت هي الأخيرة في عمر البرنامج الذي استمر ثلاثة مواسم ونصف وتسبب بعض ما طرح فيه بمقاطعة وإيقاف نقل القناة لمباريات الدوري السعودي، إضافة إلى تغير ضيوفه الدائمين غير مرة وخروج أحدهم في قناة أخرى للإعلان صراحة عن أن البرنامج موجه ضد نادي معين ومع ناد معين... النادي الذي أخذت قضاياه حيزاً كبيراً من وقت البرنامج، وظهور اتهامات صريحة ضد نجومه نفتها الجهات المختصة التي وجدت نفسها مضطرة لكشف الحقائق وإلزام نفسها ما لا يلزم!!.
هنا في صحيفة الجزيرة توقعنا أن لا يستمر البرنامج طويلاً، وأن يتوقف يوماً، خاصة أنه بقي يدور حول نفسه، وعجر أن يخرج من الدائرة الضيقة التي حصر نفسه بها، وظلت آراء بعض ضيوفه مكررة لا تحمل أي جديد، وهذا هو دائماً شأن البرامج التي تحصر نفسها في ضيوف معينين ومواضيع معينة.. لا بد أن تجد نفسها مضطرة للتوقف يوماً، وأرجو أن لا يخرج هنا من يقول إن استمرار البرنامج لأكثر من ثلاث سنوات دليل على نجاحه، وهنا أقول لو أنه كذلك، ولو أنه حقق المردود المطلوب والمجزي للقناة لما قررت إيقافه بهذا الشكل!!.. إن الواقع يقول إن البرنامج قد حقق فشلاً تاماً ولم يستطع المنافسة ولا تسجيل أي حضور على مستوى البرامج الرياضية الخليجية، لقد حاول أن يكون واقعياً وعجز، وحاول أن يكون مثيراً وفشل، وحاول أن يكون كاشفاً للحقائق فعادت محاولاته عليه وأصبحت محل تندر الشارع الرياضي الخليجي الذي استغرب كيف يتم تمرير معلومات مغلوطة على برنامج يدعي القائمون عليه أنهم يملكون القدرة والخبرة والتأهيل الذي يضمن وضع برنامجهم في المقدمة.
هناك برامج رياضية وثقافية وسياسية عمرت طويلاً، ظل بعضها أكثر من عشر سنوات، وهناك برامج رياضية يومية ظلت تحقق النجاح تلو النجاح لأنها احترمت المشاهد، واختارت ضيوفاً يحترمون ذائقته، ولأنها ظلت تستفيد من أخطائها وتملك الشجاعة الكافية للاعتراف بها والاعتذار عنها، ولأنها تقدم مواضيع منوعة ذات قيمة حقيقية لا علاقة لها بالإثارة الرخيصة، حتى وإن تسابق ضيوفه على الإشادة به والحديث عن ردود الفعل التي تصلهم عنه، وهي الردود التي لم تشاهد فعليا على الشاشة.
لقد توقف البرنامج وكانت ردود الفعل كلها مرحبة بذلك.. وأحسب أن في ردود الفعل ما يكفي لكشف أي صخب قد يدعيه القائمون عليه بعد أن فاتهم قطع تذاكر قطار النجاح الذي سبقهم إليه آخرون أصغر عمراً وأكثر تأهيلاً وتأثيراً وقدرة.
مراحل... مراحل
- البارحة لعب الهلال مع بني ياس.. إن كان قد كسب وتأهل فإن موسماً مشرقاً ينتظره أتوقع أن يرتدي فيه حلته القشيبة.. وإن كان الأمر غير ذلك.. فليل الهلاليين طويل.
- أما الاتحاد.. فلا أظن أنه واجه صعوبة في عبور بيروزي إلى ربع النهائي.
- وصول النصر إلى النهائي -بغض النظر عن أي ظروف صاحبت هذا التأهل- إنجاز بحد ذاته!!
- للفوز أب واحد.. وللخسارة ألف أب.
- دخلنا السنة الـ22 من تطبيق الاحتراف وما زال تطبيقه عند بعض لاعبينا حبراً على ورق فقط، وكل ما يعرفونه عنه أنه مقدمات عقود ومرتبات ومكافئات فقط.
- الأهلي كان كبيراً أمام الجزيرة ونجح في العودة للمباراة مرتين.. واستحق التأهل حتى قبل أن تصل المباراة إلى ركلات الترجيح.
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر