|
إعداد - خالد بن عبدالرحمن الطياش:
تنطلق الجولة الأخيرة الـ(38) من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الأحد ً الأحد، ومن المقرر أن تشهد إقامة جميع المباريات في توقيت موحَّد لأول مرة خلال الموسم الحالي. وسيتحدد خلال الجولة المثيرة كلاً من بطل البراميرليج الذي يتنافس عليه حتى الرمق الأخير كل من قطبي مدينة مانشستر، اللذين يحمل كل منهما 86 نقطة في رصيده، إلا أن عامل فارق الأهداف والمواجهات المباشرة يصب في مصلحة السيتيزنز على حساب الشياطين الحمر.
كما سيتحدد أيضاً صاحب المركز الثالث المؤهل لدوري أبطال أوروبا بشكل مباشر، الذي يتنافس عليه ثلاث أندية (أرسنال (67 نقطة)، توتنهام هوتسبير (66 نقطة)، نيوكاسل يونايتد (65 نقطة))، وسيكتمل أيضاً مثلث الهبوط بعد أن ضمن كل من بلاكبيرن روفرز ولفرهامبتون الهبوط لدوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وسيسعى كل من بولتون واندروز (35 نقطة) وكوينز بارك رينجرز (37 نقطة) وأستون فيلا (38 نقطة) للهروب من شبح الهبوط.
توقعات الخبراء والنقاد حول معطيات النهاية المثيرة للدوري الإنجليزي
تحدثت الصحافة الإنجليزية وكذلك الإيطالية حول معطيات الجولة الأخيرة، التي قد ينتج منها أجواء مفرحة وأخرى مليئة بالدراما والحزن. واتفقت معضم الآراء على أن المفاجآت قد تكون بعيدة عن نتائج الجولة؛ فالمان سيتي سيحسم أمره على ملعب الاتحاد وأمام جماهيره أمام ضيفه كوينز بارك رينجرز، فيما سيواصل المان يونايتد انتصاراته على أمل أن يتعثر منافسه ليتوج باللقب، كما أكد المدرب الفرنسي آرسين فينغر ثقته بتحقيق الفوز أمام وست بروميتش آلبيون لخطف بطاقة التأهل المباشرة لدوري الأبطال، وقد تكون الفرصة الحقيقية لفريق بولتون واندرز حاضرة للإفلات من قبضة شبح الهبوط في حال تحقيق النقاط الثلاث خارج ملعبه وأمام مضيفه ستوك سيتي، خاصة أن نسبة خسارة كوينز بارك رينجرز أمام السيتي مرتفعة للغاية في ظل بحث المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني ونجوم فريقه عن اللقب. كما أكدت الصحافة الإيطالية ممثلة في صحيفة «لاجازييتا ديلو سبورت» أن المدرب الإيطالي حقق نجاحاً خلال فترة عملة، وسيتم التجديد معه لأربع سنوات قادمة مقابل ما يقارب الـ24 مليون جنيه إسترليني (بواقع 6 ملايين للموسم الواحد). وعلى الطرف الآخر ذكرت صحيفة «الصن الإنجليزية» في تقرير إخباري أن المدرب الإيطالي لنادي تشيلسي السيد روبيرتو دي ماتيو لن يحتفظ بمنصبه مديراً فنياً للنادي اللندني. وتوقعت الصحيفة أن المدرب حتى وإن حقق لقب دوري أبطال أوروبا فإنه لن يستمر مدرباً للفريق؛ حيث تتجه نوايا الرئيس الروسي إبراموفيتش للتوقيع مع مدرب عالمي شهير يقود الفريق خلال الفترة القادمة نحو الثبات على طريق الانتصارات. وكان تشيلسي قد خسر برباعية في الجولة الماضية أمام ليفربول أفقدته فرصة إنهاء الموسم في المركز الرابع المؤهل لتصفيات دوري أبطال أوروبا.
يحيى توريه يأمل بإنهاء الغياب الذي دام 44 عاماً عن بطولة الدوري
تحدث اللاعب العاجي الدولي المسلم يحيى توريه عبر الموقع الرسمي للسيتيزنز بعد أن سجل هدفين في اللقاء الصعب في الجولة الماضية في ملعب نيوكاسل؛ ليضع لقب بطولة الدوري في متناول الفريق، قائلاً: «حضرت للسيتي لصنع التاريخ، وهو هدفي الأول؛ حيث آمل بالمساعدة على جعل الفريق ناجحاً، وأريد الفوز باللقب من أجل الأنصار المدهشين الذين قاموا بالدعم والمؤزارة منذُ اللحظة الأولى التي وصلت فيها للفريق، والجماهير جعلتني مصمماً على رد الجميل لهم على ما قدموه لنا». وأضاف: «الموسم الماضي حققنا لقب بطولة كأس الاتحاد الانجليزي، ونحن نعلم أن الأمور ستتجه على نحو صعب، لكنني أثق تماماً بالفريق وباللاعبين لدينا، ونحن نعلم بأننا سنحظى بالدعم نفسه من قبل الجماهير، والعمل لم يتم بعد؛ حيث يجب علينا حصد النقاط الثلاث؛ لأن المنافس هذه المرة (كوينز بارك رينجرز) يحتاج لنقاط المباراة، لكنه سيكون أمراً مدهشاً فيما لو حققنا الفوز، ومثل هذه المناسبات الكروية المثيرة هي ما دفعني للقدوم للسيتي بهدف صناعة التاريخ للفريق، وهو ما أطمح لتحقيقه خلال عطلة الأسبوع». ووصف توريه مدربه مانشيني بالمدرب المدهش حينما قال: «إنه من أفضل المدربين الذين أشرفوا على تدريبي، وهو دائماً ما يخبرنا بالإيمان والثقة بأنفسنا، ولطالما طالبنا بالسعي نحو الفوز وبأن اليونايتد سينزف بعض النقاط، وهو ما تحقق بالفعل». وعن الغياب الطويل قال: «44 عاماً تُعتبر فترة طويلة عن الفوز بآخر بطولة دوري، إنها فترة طويلة على الجماهير لتنتظر مثل ذلك الإنجاز، والآن لقاء واحد فقط وسيشهدون الفرحة باللقب».
مانشستر سيتي X كوينز بارك رينجرز
يشهد ملعب الاتحاد غداً الأحد نهاية مثالية ومنتظرة من قبل الجماهير العاشقة للكرة العالمية بشكل عام وللكرة الإنجليزية بشكل خاص عندما يحل كوينز بارك رينجرز ضيفاً على أصحاب الأرض في مباراة من المقرر أن يحضرها أكثر من 48 ألف مشجع لدعم ومؤازرة السيتي لتحقيق لقب البرايمرليج للمرة الثالثة في تاريخه الطويل. ويدرك مسؤولو ولاعبو وإداريو مانشستر سيتي أن الفوز في لقاء الغد سيضمن التتويج باللقب للمرة الأولى منذ 1968م، وفي حال تعادل سيتي أو خسارته فإن اليونايتد سيحتفظ باللقب في حالة فوزه على مضيفه سندرلاند.
كوينز بارك ونتائجه الإيجابية خلال الموسم
رغم عدم إعطاء الفريق حقه من الإعلام الإنجليزي على وجه الخصوص إلا أن الفريق ومدربه مارك هيوز سبق لهم خلال الموسم الحالي أن أوقفوا العديد من الفِرَق الكبيرة، ومن الفِرَق التي ذاقت طعم الخسارة أمام كوينز بارك رينجرز هناك إيفرتون، تشيلسي، ليفربول، أرسنال، توتنهام. ولا أحد ينسى صعوبة لقاء الذهاب عندما تفوق مانشستر سيتي بنتيجة (3-2) عندما أنقذ العاجي الدولي يايا توريه فريقه في الربع الأخير من المباراة.
مانشيني يقلب موجة الترشيحات
بعد أن رشَّح المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني فريق مانشستر يونايتد للفوز باللقب، في وقت وصل فيه فارق النقاط إلى ثماني نقاط، تراجع البعض عن هذا الموقف، بعد أن تعثر منافسه، وبالتحديد عندما فاز السيتي بنتيجة (2-0) على نيوكاسل يونايتد في الجولة الماضية. وقال المدرب الإيطالي «لم يتم حسم الأمر بعد، يجب علينا الحصول على النقاط الثلاث في الجولة الأخيرة، وسنكون بحاجة إلى تقديم مجهود كبير. مباراة واحدة فقط متبقية، وستكون صعبة أمام كوينز بارك رينجرز الذي يقاتل للهروب من الهبوط».
أسلحة السيتي التهديفية ستقوده لتحقيق اللقب
يمتلك مانشستر سيتي هدافين، يصعب إيقافهم من قِبل أي فريق. ويُعتبر السبب الرئيسي في اتجاه معظم الترشيحات لفوز المان سيتي باللقب هو قوة الهجوم الضاربة، المتمثلة في وجود هداف الفريق الأول الأرجنتيني سيرجيو أجويرو ومواطنه المشاغب كارلوس تيفيز، وكذلك الهداف البوسني صاحب البنية الجسمانية القوية إيدين ديزيكو، والمهاجم الإيطالي الأسمر ماريو بالوتيللي المعروف بالسوبر ماريو، إضافة إلى صانع الألعاب الإسباني دافيد فيا وزميله يايا توريه اللذين يعرفان طريق المرمى جيداً مع لاعب الوسط الفرنسي المتألق سمير نصري؛ حيث تبدو فرصة الضيوف ضئيلة للغاية في الحصول على نتيجة إيجابية.
سندرلاند X مانشستر يونايتد
ينتقل المان يونايتد للعب خارج ملعبه، وبالتحديد على أرضية ميدان ملعب النور في مدينة سندرلاند، الذي يتسع لأكثر من 48 ألف مشجع. ويدخل الشياطين الحمر المواجهة وآمالهم معلقة بتعثر المان سيتي أمام ضيفه كوينز بارك رينجرز الطامح للهروب من الهبوط، وفيما لو حدث ذلك فإن فوز المان يونايتد سيمنحه اللقب للمرة العشرين في تاريخه؛ ليصبح أكثر الفرق الإنجليزية حصداً لبطولة الدوري. وستُقام المباراة في تمام الساعة الخامسة بتوقيت مكة المكرمة، وهو التوقيت الموحَّد لجميع المواجهات في الجولة الثامنة والثلاثين.
أنصار المان يونايتد يأملون بخدمة كبيرة من مارك هيوز
تتجه آمال وطموحات أنصار مانشستر يونايتد، وكذلك المدرب الخبير السير أليكس فيرجيسون، إلى تلميذه ولاعبه السابق في الفريق مارك هيوز (أسطورة التهديف في المان يونايتد) مدرب نادي كوينز بارك رينجرز حالياً، الذي أُقيل فيما مضى من منصب المدير الفني لمانشستر سيتي ليحل مكانه المدرب الحالي روبرتو مانشيني. ويُعد الحافز موجوداً لدى المدرب مارك هيوز لإيقاف المان سيتي وحرمانه من تحقيق اللقب وتحويل مساره إلى فريقه السابق مانشستر يونايتد.
فيرجيسون يتفق مع مانشيني على صعوبة المواجهة
اتفق المدرب الاسكتلندي الكهل أليكس فيرجسون مع مانشيني في أن السيتي سيواجه مهمة صعبة أمام كوينز بارك رينجرز، وقال: «إن مستقبل النادي بالكامل يعتمد على المباراة، مارك هيوز يعرف مهمته تماماً، وكان السيتي قد استغنى عنه بطريقة غير أخلاقية تماماً، وهو لن ينسى ذلك». أما التلميذ مارك هيوز مدرب كوينز بارك رينجرز فقال: «ستكون قصة رائعة إذا ذهبنا إلى مدينة مانشستر، وحققنا نتيجة إيجابية وسط سعيهم وراء الألقاب، بينما نسعى نحن للبقاء في الدوري الممتاز». وقد تبادل الغريمان التقليديان صدارة الترتيب العام للبطولة الإنجليزية أكثر من مرة خلال الموسم الحالي بعد أن ظل يونايتد متصدراً حتى بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قبل أن يقتنص سيتي المقدمة حتى بداية شهر مارس. بعد ذلك عاد يونايتد إلى الصدارة، وتفوق بفارق ثماني نقاط على ملاحقه الأقرب بحلول أعياد شهر إبريل. وبعد سلسة العثرات في الجولات الماضية تقلص الفارق، وعاد السيتي ليتصدر الترتيب متفوقاً بفارق الأهداف، وقد يكون لقاء الديربي في 30 إبريل الماضي، الذي كسبه المان سيتي على حساب المتصدر آنذاك مان يونايتد بنتيجة (1-0) في استاد الاتحاد بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير؛ حيث قفز الفريق ذو الألوان السماوية للصدارة وسط ذهول السير أليكس ولاعبيه وأنصار فريقه.
باتريك إيفرا:
الإمبراطورية لن تزول
صرح الظهير الأيسر الفرنسي الدولي أحد أعمدة الدفاع في مانشستر يونايتد إلى مجلة يونايتد ريفيو قائلاً: «حتى وإن فاز السيتي باللقب فإن الإمبراطورية لن تنتهي». ويُعد اللاعب الفرنسي واحداً من نجوم الفريق الذين تخطوا حاجز الثلاثين عاماً، والذين تم دعمهم من قِبل أليكس للعب دور مهم الموسم المقبل، حتى إن اضطر النادي إلى الانتقال لمهمة استعادة اللقب من مانشيستر سيتي في الموسم المُقبل. وعلى الرغم من أن بعض النقاد يرون أنه قد حان الوقت لإعادة التفكير وفلترة الفريق مرة ثانية هذا الصيف فإن المدير الفني شدّد على أنه ليس هناك ضرورة لذلك. وفي الحقيقة، فإن الفريق لم يخسر القمة حتى الآن إلا بسبب فارق الأهداف، وهو ما يدعم وجهة نظر المدير الفني. كما كان هناك بعض التغيرات في تشكيلة الفريق الصيف الماضي؛ حيث كان هناك ثلاثة تعاقدات جديدة (الحارس الشاب دافيد دي خيا، والمدافع فيل جونز والجناح السريع أشلي يونغ)، ومن المفترض أن يكون هناك مزيد من الصفقات الفعّالة بعد عام إذا اقترب من الخروج دون ألقاب في أولد ترافورد. وقال ايفرا: «أدرك أننا إذا لم نفز بالدوري فإن الكثير سوف يقول إن هذه هي نهاية الإمبراطورية، وسوف يتساءلون عن كيفية الخروج من هذا النفق». وأضاف: «لكن يوجد هناك الكثير من المواهب في هذا النادي، وعلينا أن نتعامل مع هذا الأمر باهتمام كبير. فلقد فقدنا لاعبين مثل إيدوين فان دير سار، غاري نيفيل وبول سكولز الصيف الماضي، وليس من السهل على الإطلاق أن تجد الحل الفوري لهذا الأمر، إلا أن الأمر لم ينته بعد، وسوف أقولها ثانية: لم تمت الإمبراطورية بعد».
ويست برومتش
آلبيون X أرسنال
يخوض المدفعجية آخر مغامراتهم في البريميرليج للموسم الحالي بحثاً عن النقاط الثلاث من ملعب «ذا هاوثورنس» في مدينة ويست بروميتش، وأمام أكثر من 64 ألف مشجع؛ لتأكيد إنهائهم الموسم في المركز الثالث؛ ليضمن الفريق الوصول إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم. وعبر المدرب الفرنسي آرسين فينغر عن ثقته الكبيرة بتحقيق الفوز عندما قال: «سوف نلعب مباراة مهمة، وأعتقد أن الفريق سوف يحتفظ بتركيزه، وواثق بأننا سوف نقدم عرضاً جيداً». وأضاف «يجب أن يتحلى الفريق بالتركيز، وأن يقاتل بقوة، وفي الوقت نفسه يلعب مرتاحاً دون ضغوطات، كما يجب أيضاً فرض إيقاعنا وأسلوب لعبنا، مررنا بمواقف مشابهة من قبل، وخضنا مباريات على ألقاب بطولات، والفريق لديه الخبرة المطلوبة». ورغم الثقة التي أبداها فينغر إلا أن المدرب الإنجليزي روي هودسون، الذي تم تعيينه لتدريب المنتخب الإنجليزي في بطولة أمم أوروبا، سيخوض آخر مبارياته مدرباً لنادي ويست بروميتش آلبيون. وسيطمح المدرب دون أدنى شك إلى ترك بصمة لا تنسى مع فريقه لإثبات جدارته بالمهمة الوطنية التي تولاها، وهو ما قد يعكر صفاء أجواء المدفعجية فيما لو تمكن هودسون من حرمانهم من الفوز بالمركز الرابع.