يلتقي غداً في الرياض قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لعقد القمة الخليجية التشاورية الـ14.
اللقاء تشاوري وفيه يتبادل القادة الرؤى والاقتراحات و مراجعة ما تم تحقيقه خلال الستة أشهر الماضية بعد عقد القمة الخليجية التي شهدتها مدينة الرياض أيضاًَ في آخر أيام العام الميلادي المنصرم، في تلك القمة قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اقتراحه الذي استأثر باهتمام وتأييد معظم أبناء الخليج العربي. وهو الاقتراح الداعي للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.
دعوة خادم الحرمين الشريفين أشعلت الحراك في دول الخليج العربي، وتحركت الأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدراسة الاقتراح وآليات تنفيذه وعقدت اجتماعات ولقاءات رسمية وشعبية وشبابية مما جعل فترة الستة أشهر الماضية حافلة بالبحث العلمي والشعبي الجدي؛ فبالإضافة إلى لجان الخبراء والمختصين الذين اختارتهم الدول الست لوضع آلية تطبيق الاقتراح، عقدت لقاءات واجتماعات كانت بمثابة ورش عمل علمية تمخضت عنها إضافات مهمة، فبالإضافة إلى تنظيم معهد الدراسات الدبلوماسية لوزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية الذي عقد عدة جلسات علمية شارك فيها مختصون وخبراء وباحثون من أساتذة الجامعات والناشطون السياسيون في جميع دول المجلس. وعقد منتدى الشباب الخليجي في الرياض أيضاً وشكل إسهاماً إيجابياً من قطاع كبير من أبناء الخليج العربي كون الشباب يمثلون النسبة الأكبر من التكوين العمري للسكان في المنطقة، وفي رأيي تعد مشاركة الشباب وما بحث في جلساته إضافات مهمة أكثر تأثيراً في منتدى الخبراء والمختصين، لأن الشباب هم المعنيون بالمستقبل الذي يجد صياغة لأبناء الخليج العربي.
والذي يهمنا نحن أهل الخليج العربي التأكيد على أن مقترح خادم الحرمين الشريفين الإيجابي والذي تفاعلنا معه شباباً ومخضرمين يأتي في سياق التطور الطبيعي لمسيرة دول الخليج العربي، وليس رد فعل فقط للأخطار التي تواجه دولنا وشعبنا، صحيح أن مواجهة الأخطار، وخاصة التي تثيرها إيران والتي لا تخفي أطماعها وسعيها الدائم للهيمنة على الخليج العربي ومواجهة هذه الأخطار رد فعل طبيعي ومطلوب، ولكن أيضاً التوصل إلى اتحاد بعد إنجاز مرحلة التعاون مطلب شعبي وضرورة وحتمية طبيعية تتطلبها المرحلة التي يعيشها العالم خاصة، وأن دول الخليج العربي تعد وحدة جغرافية وسكانية متماثلة دينياً وعرقياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى عائلياً، ولهذا فإن كلما سارعنا إلى استكمال منظومة الاتحاد يكون ذلك لخير شعبنا الخليجي ولمستقبل أبنائنا، وتحصيناً لمكتسباتنا التنموية التي يطمع بها الآخرون.
jaser@al-jazirah.com.sa