تحدثنا في الأسبوع الماضي عن بعض التحديات ذات البعد السياسي (الرئاسي) التي تواجه الاقتصاد العالمي المتعب والمنهك من أخذ الأدوية والمهدئات المرحلية، وكان الحديث عن التوجهات الاقتصادية المختلفة للمرشحين خصوصا في فرنسا التي يواجه فيها الرئيس ساركوزي أقوى الاحتمالات لخسارة سباق الرئاسة أمام منافسه (الاشتراكي) فرانسوا هولاند، وقد حدث، وفاز فرانسوا هولاند على المرشح المفضل لألمانيا وبريطانيا وأمريكا!! نعم فقد صرح أوباما وكاميرون وميركل برغبتهم في فوز ساركوزي بفترة رئاسية ثانية!!
فاز هولاند وقد استبقت وتزامنت مع فوزه الأسواق العالمية بهبوط حاد في أغلب البورصات العالمية، وانخفض اليورو مقابل سلة العملات الأخرى! لماذا كل هذا الخوف؟
لن ندخل في تفاصيل لماذا أو كيف فاز هولاند، فذلك قرار الناخب الفرنسي، ولكن السؤال الأهم ماذا بعد فوزه؟ ولماذا كان هناك تخوف كبير من فوزه؟ وهل لفوزه تأثير على المشهد الاقتصادي العالمي؟ جميع تلك الأسئلة هي مخاوف طبيعية للتغيير في القيادة السياسية في المقام الأول، ثانيا أن توجهات هولاند تختلف كثيرا عن سلفه ساركوزي، وسيكون الحديث عن الأسئلة من هولاند أكثر من الأجوبة، فهو صاحب توجه مختلف وسيكون هناك مرحلة أراها انتقالية حتى نهاية عام 2012 للتأكد من التوجه الحقيقي لهولاند تجاه الأزمة الاقتصادية الأوربية، وأهم من ذلك مدى الضرر الذي سيلحق بالمواطن الفرنسي خلال تلك الفترة. فنحن نعلم أن فرنسا تواجه مشاكل في ميزان المدفوعات وتواجه مشاكل في عجز الميزانية، ولكن تلك المشاكل على مستوى الاقتصادي الكلي متصل بشكل مفزع للمواطن العادي، ولكن يبقى التنبوء بالمتغيرات الاقتصادية (وهي ليست ذات نظرة تفاؤلية) وعند وصول الخطر إلى الشارع الفرنسي، فالمخاوف من تكون إدارة هولاند (الاشتراكية) غير ملزمة باتفاقيات والتزامات ساركوزي لأوروبا وخصوصا صندوق النقد الأوربي. وعندها فقط سيكون للأزمة الأوربية شكلاً آخر!!
المخاوف تتعدى ملف الأزمة الاقتصادية الأوربية، لتصل للوحدة الأوربية!! الحديث عن المهاجرين من مواطني أعضاء اليورو الجدد وتحديدا أوروبا الشرقيه، أصبح يمثل هاجساً أمنياً واقتصادياً كبيراً لدول أوروبا الغربية، وأصبحت معدلات البطالة في ازدياد بسبب تكلفة العمالة الشرق أوربية الرخيصة مقارنة بتكلفة مواطني أوروبا الغربية، معدلات البطالة في ازدياد في وقت تعاني الاقتصاديات من مخاطر التباطوء والانكماش. هذه الضغوط قد تجعل من قرارات هولاند موجهة بشكل كبير للداخل على حساب الخارج خصوصا ونحن نعلم أنه لا يملك الكثير من الخبرة العالمية.
ولكن هل هناك جوانب إيجابيه لفوز لهولاند؟ نطرحها الأسبوع القادم بإذن الله.
albadr@albadr.ws