فاصلة:
((من يدخل طاحونة، يستحسن بالضرورة أن يتغشّى بالدقيق))
- حكمة أسبانية -
ما أسعدنا كصحافيين في اليوم العالمي لحرية الصحافة فقد نظم فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة ندوة، بل وأوصى المشاركون بتوصيات جميلة رغم أن قليلا من المشاركين من عارك العمل الصحفي ويعرف أبعاد الصعوبات فيه !!
ما أسعدنا في هذا اليوم؛ حيث لدينا خريجات في درجة الماجستير، وغداً درجة الدكتوراه في الصحافة ولدينا رئيسات تحرير لبعض المجلات ومديرات تحرير لبعض الصحف!!
ما أسعدنا حيث الجامعات مستمرة في تقديم مخرجاتها، ولا تدريب متخصصاً يناسب تطلعات أبنائها لكن إعداد الصحافيين في ازدياد!!
لكن حين يحضر أوسكار الصحافة العربي الوحيد ممثلا في جائزة الصحافة العربية في دبي لا يرشح للفوز أي صحفية أو صحافية سعودية ؟
وحين يحتاج المجتمع السعودي لوسيلة ناقلة لواقعه وصورته يضعف الصحافيون عن تحقيق ذلك.
لنعد للندوة التي أوصت بإعادة صياغة منظومة العمل الصحفي بشكل علمي ومنهجي بالذات الجانب الذي يحمي الصحفي، وإعادة النظر في المخرجات للصحفيين في كليات الإعلام من وزارة التعليم العالي.
جميلة هذه التوصية، ولكن: من المعني بتنفيذها ؟!
وهناك توصية أخرى؛ حيث أوصى المشاركون أيضًا بتحقيق حرية الصحافة بالتأكيد على أن تلك الحرية هي التي تقوي الدولة من خلال وضع نظام صحفي متطور..
مرة أخرى: من يهتم بهذه التوصيات ؟!
هيئة الصحافيين السعوديين التي عززت الإحباط لدى الصحافيين ؟!
أم المؤسسات الصحفية التي هي أهم أطراف إشكالية واقع ومستقبل الصحافي!!
العالم من حولنا يتجه إلى تطوير الصحافة لما لها من تأثير مجتمعي على كافة المستويات، بينما يصمت الصحافيون السعوديون في يومهم؛ لأنهم لم يعودوا يؤمنوا بالتغيير أو لأنهم مشغولون بتوفير لقمة العيش من مهنة لا يحمي ممتهنيها أيّ غطاء أمني، وهذه مرحلة خطيرة في مسيرة مجتمع متطور يهدف إلى الإصلاح.
أن يحبط الصحافي... أن يحدث التسرب من الصحافيين إلى الكتابة أو أي مهنة أخرى فهذا يعني الموت البطيء للمهنة في مجتمعنا!!
في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي كان قبل أيام أتذكر بحزن أن قوما من بلادي قبل عقود جاهدوا لتكون لنا صحافة، واليوم نخذلهم ولا نفكر في إنقاذ مهنة تسلل إليها الإحباط وصار شعار ممتهنيها «ليس بالإمكان أفضل مما كان».
nahedsb@hotmail.com