شهدت أبها صباح أمس افتتاح المؤتمر السعودي الأول للدهانات والألوان والطلاءات 2012م الذي نظمته أكاديمية دهانات الجزيرة وهي أول أكاديمية متخصصة للتدريب والتعليم على تصنيع وتطبيق الدهانات في الشرق الأوسط، ويقام المؤتمر بفندق قصر أبها بمدينة أبها وفي مقر الأكاديمية بمدينة خميس مشيط خلال الفترة من 5 ولغاية 7 مايو أيار الجاري، ليكون باكورة أعمالها وتجسيداً واقعياً لخططها وأهداف إنشائها.

وتغطي محاور المؤتمر الأربعة الذي يعقد خمس جلسات عمل أهم الاتجاهات في مجال الدهانات وتطبيقاتها، فيتناول أحد المحاور فحص الدهانات وجودتها، ويناقش الثاني دهانات الأبنية الخضراء ودورها في الحفاظ على البيئة، ويلقي الثالث الضوء على الألوان وتأثيراتها واختيارها، فيما يخصص الرابع لعيوب الخرسانة وعيوب الحديد (الصدأ) وأثرها على الطلاء، ويشارك في المؤتمر علماء وخبراء ومختصون من الجامعات والهيئات والشركات المحلية والإقليمية يطرحون 17 ورقة علمية، تركز على الألوان وتقنيات فحص واختبار الدهانات، وتتطرق لمواجهة التحديات الراهنة على صعد الصحة والبيئة والحماية والسلامة العامة.

إيمان عميق بأهمية البحث العلمي

وقد شهد حفل الافتتاح أمس العديد من الكلمات الخطابية حيث ألقى مدير عام شركة دهانات الجزيرة الأستاذ عبدالله بن سعود الرميح كلمة رحب فيها بالمشاركين وقال، لدينا في دهانات الجزيرة إيمان عميق بأهمية البحث العلمي, وبما له من دور كبير في اعتلاء مركب التميّز والريادة, وابتكار منتجات جديدة تسجّل لصالح الصناعة السعودية, وتشكّل حلولاً لمواجهة التحديات الراهنة على صعد البيئة والصحة والحماية والسلامة العامة, وتلبية الحاجات المتجددة للعملاء والمستهلكين والمجتمع عموماً, وإحداث تجديد ملموس وتأثير إيجابي في نطاق حياة الناس, لاسيما من خلال الألوان التي تعطي دلالة عن حالة نفسية وثقافة مجتمعية.

وأضاف الرميح بأن تنظيم أكاديمية دهانات الجزيرة لهذا المؤتمر, الذي تلتقي تحت مظلته نخبة من الباحثين والخبراء من مختلف الجامعات والهيئات البحثية والتطبيقية, لمناقشة وإثراء البحث العلمي في قطاع الدهانات, يأتي في إطار المسؤولية الملقاة على عاتق دهانات الجزيرة كشركة وطنية كبرى في خدمة المجتمع, بالإضافة إلى واجبها في تغيير المفاهيم غير الصحيحة لدى الكثير من المستهلكين تجاه الدهانات وجودتها والألوان وتأثيراتها, وبناء ثقافة صحيحة لدى المجتمع في هذه الجوانب المهمة, إضافة إلى إرساء مفهوم الأبنية الخضراء المستدامة كأحد الأنظمة الحديثة في الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان, في ظلّ تصاعد المخاطر البيئية وازديادها خلال القرن الحالي على نحو لم تعرفه القرون الماضية, وأنوّه هنا إلى أننا لا نذيع سراً عندما نقول بأننا لمسنا في العديد من المشروعات إهمالاً كبيراً لأهمية جودة الدهانات.

خطوة مهمة في صالح صناعة الدهانات السعودية

وأضاف الرميح: إننا متفائلون بهذا المؤتمر الذي يشكّل خطوة مهمة تصب في صالح تقدّم صناعة الدهانات السعودية ومنافستها عالمياً, فضلاً عن تطوير الاقتصاد الوطني, ومتفائلون أيضاً باعتبار هذا المؤتمر باكورة أعمال أكاديمية دهانات الجزيرة, وتجسيداً واقعياً لخططها وأهداف إنشائها, إضافة إلى بحثه في مواضيع متخصصة, لها أهمية كبرى في ظل التطور والنمو الجاري في قطاعي الإنشاءات والصناعة بالمملكة, ونرى بأنه يعتبر منطلقاً للمساهمة في تطبيق البحوث الأكاديمية على أرض الواقع, ومواكبة وتقديم كل ما هو جديد في عالم الدهانات, تمهيداً لوضع توصياته موضع التطبيق العملي لدى الجهات والهيئات والمؤسسات والشركات المختصة.

وقال: اسمحوا لي أن أشير هنا إلى أن أكاديمية دهانات الجزيرة, هي أول أكاديمية متخصصة للتدريب والتعليم على تصنيع الدهانات وتطبيقها في الشرق الأوسط, ونطمح أن تغدو مركز إشعاع علمي في هذا المجال باستفادتها من خبرة دهانات الجزيرة الواسعة في تصنيع الدهانات عالية الجودة, ووجود الفرصة لممارسة ما يدرسه المتدرّب من مناهج علمية فيها بشكل عملي وتطبيقي, وإلى جوار ذلك فإن الأكاديمية تسعى لتطوير شراكة إستراتيجية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني, تعزيزاً لفرص التزويد بالمعارف والعلوم المتصلة بالدهانات وتقنيات تطبيقها.

الألوان و البيئة.. علاقة تفاعلية

بعد ذلك بدأت جلسات ومحاور المؤتمر وكانت الجلسة الأولى تحت عنوان الألوان، حيث تحدث د. ناصر بن عبدالرحمن الشائع رئيس قسم الهندسة المعمارية - جامعة الملك فهد للبترول و المعادن عن «الألوان والبيئة.. علاقة تفاعلية».. وقد عرضت هذه الورقة ديناميكية العلاقة التفاعلية المتبادلة بين الألوان والبيئة المحيطة, حيث إن الألوان من أهم مكونات التواصل البصري وعرض الجمال.

فيما تحدث عماد جمعة من مختبر دبي المركزي حكومة دبي عن فحوصات الدهانات والطلاءات حسب تشريعات الأبنية الخضراء وأشار في ورقته ان عمليات فحص المواد للأبنية الخضراء منها بالخصوص الدهانات والطلاءات تلعب دوراً محورياً في السعي نحو تطبيق تشريعات الأبنية الخضراء، بالإضافة إلى عمليات الفحص للمواد تساهم بضمان وتطوير جودة المنتج النهائي من الدهانات والطلاءات الذي يصل إلى المستهلك.

وفي الورقة الثالثة م. عبدالرحمن الشنيفي من جامعة الدمام عن الآثار النفسية لاستخدامات الألوان في البيئة العمرانية الداخلية، وأشار إلى أن حياة البشر تتأثر بما يحيط بها من عوامل قد تكون خارجية أو من داخل الطبيعة البشرية.

تركيبات الدهان وطرق جفافها وتصلبها

وفي جلسة بعنوان فحص الدهانات وجودتها تحدث المهندس نورس الريماوي مدير أكاديمية دهانات الجزيرة عن تركيبات الدهان وطرق جفافها وتصلبها (الجودة/ القيمة)، حيث قدم في هذا البحث توضيحاً لأهمية الدهانات والطلاءات وكيفية إعدادها, ويوضح أنه من أجل إنتاج وتطوير الدهانات بأنواعها المختلفة فإن هذه العملية تحتاج إلى خطوات عديدة واعتبارات كثيرة علمية وعملية وتطبيقية وليست مسألة تعتمد على الخطأ والصواب وليست مسألة تخضع للمزاج الشخصي, فمثلاً من بعض الاعتبارات الواجب أخذها بعين الاعتبار قبل تطوير أي منتج جديد ما هو الغرض من الدهان, الطبقة المطلوبة للطلاء, المذيب المستعمل, السطح المراد طلاؤه, طريقة جفاف وتصلب الدهان, اللمعية, الملمس النهائي, الصحة وسلامة البيئة والإنسان, معدات الإنتاج وسهولة الاستعمال والفحوصات المخبرية الواجب اجتيازها.

تأثير استعمال الدهانات على عملية الإشعاع

وتحدث د. عمر بدران من جامعة البلقاء التطبيقية عمان - الأردن عن دراسة عن تأثير استعمال الدهانات والطلاءات المختلفة على عملية الإشعاع للسطوح السوداء، وقد قدمت هذه الورقة دراسة تطبيقية عن استعمال أنواع مختلفة من الدهانات والطلاءات وعمليات الدهان المختلفة على مدى الإشعاعية والابتعاثية للأسطح السوداء باستعمال تقنيات الإشعاع الحراري, و ذلك من أجل إيجاد مدى تأثير هذه الأنواع المختلفة على الطاقة الممتصة والمبتعثة من تلك الأسطح التي تستعمل كمكونات لمعدات تسخين الماء باستعمال أشعة الشمس , وتأتي أهمية هذا البحث نظراً لنقص المعلومات والمواصفات المخصصة لهذه المكونات في المنطقة العربية.

وتحدث المحاضر أ. د طارق الفارس - جامعة الملك سعود حول تشخيص الدهانات باستخدام الطرق الكهروكيميائية، وأشار في ورقته بأن التآكل هو من إحدى المشاكل التي تؤثر على السطوح الحديدية , لذلك وجدت بعض المعدات التي تفحص وتعالج مشكلة التآكل في الحديد. وتناولت هذه الدراسة بعض العينات الحديدية التي تم طلاؤها واختبارها في ظروف مختلفة.

ونرى في هذه الدراسة أن فاعلية الدهان تقل مع مرور الوقت وتختلف باختلاف الظروف المحيطة وتتأثر بعوامل متعددة, كالحرارة ونسبة القلوية وغيرها. كما قدم بلال الغلاييني من شركة داو كيميكا لزورقة عمل حول دهان لتنقية الهواء وبحثت هذه الورقة في بعض المواد المضافة ومدى تأثيرها على البيئة وأخذت بالتخصيص مادة الفورمالديهايد (الفورمالين) ودرست مدى الضرر الذي تسببه للبيئة والإنسان, وأن هناك مصانع منتجة للدهانات ما تزال تستعمل هذه المادة كمادة حافظة للدهانات.