سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
فتعقيباً على ما نشر في صحيفة الجزيرة في العدد 14436 في زاوية عن قرب للكاتب أحمد الطويان حول المواطنة والأصوات التي تردد النقد دون طرح الحلول، أود التعقيب أن الحياة لا تستقيم إلا بدين الله الصحيح وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وليس من الدين في شيء السعي في تعطيل مصالح المجتمع المسلم ولو وجد الاختلاف بين أفراده سواء أفراداً أو جماعات أو حتى مؤسسات وغيرها، فمن أخلاق المسلم الحق أن يفترض حسن النية في أخيه المسلم وأن الاجتماع للمصلحة، وليس من الحصافة ترك الأمر على الغالب في النقد الجارح وغير الهادف الذين لا يفضي بدوره إلا للاشغال العامة بما ليس يقع فيه مصلحة للمجتمع، ولو أن العاقل قارن بين ما أنجز في هذه البلاد وما يتهيأ لغيرها من البلدان ممن تماثلها في الظروف مجتمعة لأدركت نعمة الله التي حبا بها هذه البلاد، لكننا نشد على أزر الجميع مسؤولين ومواطنين أن يستحضروا مقدار النعم التي يحظون بها من الإسلام والصحة فهاتان نعمتان تعجز عن ايفائهما الأنفس والابدان، ولا يكفي التغني بهما وشرحهما بل الوثب في طريق استغلال الشباب قبل المشيب والصحة قبل العلة.
ولو أخذنا على مقرري المشاريع والمخططين كثرة أطروحات المشاريع ومن ثم تعثرها وتوقف بعضها وتسببها في إيقاف طرح غيرها مما يظن أنها أيسر منها فلو كان في الأمر سعة في التريث واستطلاع رأي العامة ومثلهم لا يشار عليه لكانت النتائج أسرع وأفضل فيما يتعلق بالخدمات المباشرة والتي تمسهم بشكل يومي وحيوي، إن التطور الحاصل في مجال المال والأعمال والحراك العلمي والأكاديمي والثقافي يدل على وجود الخير في هذه البلاد فليتق الله من يكابر ولا يبخس الحق أهله.
إن التهويل في القصور وتحجيم النجاح في الحياة قد يعجل بزوال النعم التي هي من الله ينزلها ويبقيها ويعاجلها بالزوال وحده والناس ما هم فيها إلا أسباب.
حفظ الله لنا ديننا ومليكنا وبلادنا نوراً وحاملة لواء الإسلام الصحيح غير المجزأ بالأهواء والأحزاب.
محمد بن سعود الزويد / جامعة الإمام - وكالة الدراسات والتطوير