كما هي مكة المكرمة باقة من جهات الأرض جميعاً, ننتقل إلى حي جرول، أو ما يُعرف ببئر طوى, حيث المكانة التاريخية العريقة والأحداث المهمة؛ ففيه بئر طوى، ذلك الموقع الذي اغتسل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قبر أبي لهب وجبل قعيقعان، وغيرها من المعالم الأثرية التاريخية المهمة, لها من التاريخ والمكانة والأثر الشيء الكثير، بالرغم من تغير معالمها. إنها جرول حالياً, وطوى سابقاً، وفيها البئر التي اغتسل فيها رسول الله. يقول العمدة طلال بن حسان: في هذا الحي العريق رأت عيناي النور، وهو الحي الذي خرَّج أجيالاً كثيرة. وأضاف: الحي كان يُعرف سابقاً بحي طوى، أو بئر طوى، بضم الطاء المهملة, وواو, يليها مقصور، وذكر في مواضع في السيرة, منها: مبيته صلى الله عليه وسلم ليلة الفتح بذي طوى. وهو وادٍ من أودية مكة, كله معمور اليوم, يسيل في سفوح جبل أذاخر والحجون من الغرب, وتفضي إليه كل من ثنية الحجون (كداء قديماً) وثنية ريع الرسام (كدى) قديماً، ويذهب حتى يصب في المسفلة عند قوز النكاسة (الرمضة قديماً) من الجهة المقابلة.
يا صديقنا الجميل، يا أكثر الناس اهتماماً بالمواقع السياحية، يا سلطان بن سلمان، أتعرف كم من إهمال يعيش فيه هذا الأثر العظيم، إلى درجة صار فيها زبالة؟! أعرف أنك ستعرف، وأنك لن تسكت على هذا الإهمال!