|
في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفائت..شهدت بداية انطلاق الكرة بالمنطقة الوسطى على يد مجموعة من الموظفين الذين انتقلوا من المنطقة الغربية إلى العاصمة (الرياض).. بحكم إنهم كانوا من كبار موظفي الدولة وتحديدا مع انتقال الوزارات والمصالح الحكومية من المنطقة الغربية، وقد تزعم الفريق الوليد (حمزة جعلي) الذي كان يعمل في الجوازات، وساعده الأيمن محمد عبدالله الصائغ، الذي رأس أهلي الرياض ( الرياض حاليا) في السبعينيات الهجرية وقد ضم فريق الموظفين..كلاًَ من عبدا لله بن احمد وعبدالرحمن بن سعيد وصالح ظفران وفؤاد صايغ وحامد نزهت ومحمد حمد الصائغ ومحمد حسن اخضر, وعبدالحميد العقاد, ويوسف عابد, وعبدالله اخضر, وصابر أبو طالب, وعبدالحميد مشخص، وأمين عبدالجبار, وسعد السوداني, ومحمد صومالي, ويوسف صومالي, وخالد خليفة، واحمد الطيار, وغيرهم من الأسماء التاريخية المعاصرة.. هؤلاء الموظفين كانوا ابرز المسئولين عن الفريق الرياضي وكان بعضهم يمارس الكرة ويلعبون أساسيين في الفريق..مثل ألجعلي والعابد والأخضر وابن سعيد والصومالي والصائغ.. وقد كان عددهم يتجاوز 35 لاعباَ.
يقول المؤرخ الرياضي الأستاذ (محمد القدادي) أن فريق الموظفين كان يعتبر أول جيل مارس الكرة في المنطقة الوسطى, وأول بذره وضعها ألجعلي ورفاقه فساهمت في نشر الحركة الرياضية في ساحة البناء والتأسيس بداية من العاصمة الرياض ثم باقي المحافظات بمنطقة الرياض, وقد انطلق هذا الجيل يمارس الكرة في النصف الأول من عقد الستينيات الهجرية وأصبح الفريق الذي تزعمه ( حمزة جعلي) وساعده الأيمن محمد عبدا لله الصائغ يتدرب في الملز بالقرب من ساحة الخيل, ولأهمية ودور وقيمة الرياضة صحيا وفكريا ونفسيا واجتماعياً..وكان الأمير سعود بن عبدالعزيز (الملك سعود) -رحمه الله- ولي العهد آنذاك إذا مّر موكبه بجوار الملعب يتوقف لمشاهدة بعض العروض, وأضاف كان تمويل فريق الموظفين منذ تأسيسه عام 1362هـ من خلال الاشتراك الشهري من هؤلاء الموظفين، ولكن كالعادة يكون الاختلاف بين المؤسسين، هو السبب في تأسيس الفرق الرياضية الجديدة وبالفعل حصل انقسام بين أفراد فريق الموظفين عام 1367هـ حين احتد الحوار بين فؤاد صائغ وحمزة جعلي أثناء أحد المناورات التي كان يجريها الفريق. والقصة وحسب ما رويت لي -والكلام للقدادي- من مصادرها الأولية.. أن الجعلي طلب من فؤاد صائغ أن يستبدله بلاعب آخر إلا أن فؤاد رفض وأصر الجعلي على خروجة من الملعب, وأن يسلم الفانيلة, وبعد خروجه من التمرين كان نقطة تحول في نشر الرياضة بالمنطقة الوسطى، خاصة وأن مدة التمرين ساعة وكان يبدأ من بعد صلاة العصر إلى قبل المغرب بنصف ساعة ليتمكنوا من أداء الصلاة بمسجد الجماعة بالرياض, ثم حصل خلاف بين الجعلي ومحمد إبراهيم مكي, وصالح ظفران أدى إلى تكوين (فريق الشباب) بالتعاون مع الشيخ عبد الحميد مشخص والشيخ عبدالرحمن بن سعيد والشيخ عبدالله بن أحمد، وكان ا بن سعيد يقول كنت احد المتضررين من الانتظار الطويل فقد كان يمر يوم الجمعة دون أن يصلني دوري في اللعب, وإذا وصلني فلن يطول أكثر من دقائق باعتبار أن فريق الموظفين كان يظم عددا كبيرا من اللاعبين, وعددهم 80 لاعباً لذلك نجحت فرقة (ابن سعيد) في تكوين فريق جديدا اختاروا له اسم ( فريق شباب الرياض البلدي) -الشباب حالياً- وكان مكانه في قهوة صالح العلي في الغرابي بوسط العاصمة الرياض واتفق الجميع على أن يكون الرئيس (عبدالرحمن بن سعيد ) بعد أن رشحه صالح ظفران ومحمد احمد صائغ وبهذا يكون ابن سعيد هو صاحب فكرة تأسيس نادي الشباب عام 1367هـبعد أن انتهت علاقته بفريق الموظفين الذي لم يستمر طويلا فانحل وتشتت لاعبيه في تلك الحقبة الفارطة, ثم تأسس فريق أهلي الرياض- الرياض حاليا عام 1373هـ فالنصر ثم الهلال في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية..و هكذا شكل فريق الموظفين اللبنة الأولى التي زرعت بذور الحركة الرياضية في العاصمة الرياض.