ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 20/04/2012/2012 Issue 14449

 14449 الجمعة 28 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

أنثى وأشباه الرجال
زينب الشريف

رجوع

 

سألتني يا فطرتي ماذا أردت من الحياة؟

أنا لن أجيب عن السؤال فلتسأليه الأمهات

نعم أماه أنت من أثرت بداخلي دهشة وتساؤلات...

أنت من أشعلت ناراً أحرقت كل النبات...

لا تنكري الذنب الذنب ذنبك وذنب باقي الأمهات

أمرتنا برفعهم فوق الرؤوس حتى وإن كانوا عراة

إني لأعشق ودك وأكره فيك التناقض والشتات

كم ليلة هدهدتني معزوفة أسميتها أس الحياة

أقنعتني فيها بأنهم لبنات جنسي دروع الحاميات

أرضعتني أني بدونهم بلا أمن ولا حتى ثبات

أوهمته كذبة المطاع فعاشها وأننا له جاريات

فوضعت في عنقي حبال الذل ليسوقني مثل شاة

أتذكرين أخي حين قال زوجيني ممن بجمالها فاقت كل الفاتنات

ولسوف تحفظ بيتها عن أي ذنب من حينها حتى الممات

أو أني أحفر قبرها لتكون حينها في عداد الهالكات

أما أنا فقد أبيحت لي زوجتي ومعها باقي الأخريات

أفهمتني الآن لم نحن على طريق الأمهات سائرات؟

أبعد ذلك فطرتني تريد أن أصحو من السبات...

لا بل سأكمل كذبة ولدت لتحيى حتى تفارقني الحياة...

نعم أنا أنثى عابني جنسي كما عاب الباقيات

مولودة في بيئة سقيت بماء الظلم حتى فيها العدل مات

مسلوبة حريتي ومشاعري في داخلي مقيدات

كم من إناث ببيئتي لا تزال عيونهم عن الحقائق مغلقات

بيئة من ألقى على مسامعك الدروس الواعظات

ذاك الذي لبس العفاف أمامك ومن ورائك خاتم بيد غانيات

هو نفسه من أرادك عبدة ولنفسه استباح المنكرات

هم أشباه الرجال من حملوا فوق مناكبهم طبولا فارغات

تدوي بصوت هدر فنخر لهم باحترام راكعات

يظنون أنهم قلدونا أوسمة الشرف حين جعلنا أوعية حاضنات

أما إذا أعطونا دور بطولة فليس أعظم من دور مربيات

فإياك إياك يا فطرتي أن توقظيني من السبات

لم تعجلين فلسوف يوقظني هو لأنحر في سبيله مثل شاة

وستضحكين لو تعلمين بأن منا من لا يزلن مغفلات

تشوهت الوجوه ببيئتي فأصبحت المبادئ فيها ضائعات

بين رجال فكر ودين وسياسة ورجال عهر وساقطات

هيهات يسمع في بيئتي رأي أو صوت لفاضلات

فدعيني أحلم ببيئتي تلفظ أشباه الرجال وأن الرجل الحقيقي آت

عذراً فلن أكون كما أردت فدعيني أهرب بالسبات

فاتركيني لحين أشعر أن أرضي أنبتت عدلاً وأن الظلم مات

فلسوف أصحو حينها وأوقظ باقي النائمات

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةجريدتيالأرشيفجوال الجزيرةالسوق المفتوحالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة