الجزيرة - علي سالم العنزي:
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر المغربي الدكتور لحسن الداودي عن مباحثات أُجريت مع الجامعات السعودية لافتتاح فروع لها في المغرب لاستقطاب الطلبة من الدول الأفريقية والعربية للالتحاق بها والاستفادة من خبرات الجامعات العربية.
وذكر خلال حديثه لصحيفة (الجزيرة): هناك جامعتان تشارك بهما المغرب في معرض التعليم العالي وهما جامعة القرويين وجامعة الأخويين وقد تم خلق توأمة ما بين جامعة القرويين وجامعة أم القرى وجامعة الحسن الثاني وأن هنالك مساعي لخلق فرصة توأمة مع جامعة البترول والمعادن على مستوى البتروكيماويات على أساس أن يكون هنالك فرع لجامعة سعودية في المغرب.
وأضاف: إننا نريد أن يكون المغرب عبارة عن قطب للجامعات الدولية الرائدة بالإضافة إلى استقطاب عدد من الطلبة من الدول العربية ليواصلوا تعليمهم في الجامعات بالمغرب، إلى جانب ذلك تطوير البحث العلمي بما يفيد الدول العربية - إن شاء الله -.
وقال إن هنالك مباحثات مع المسؤولين السعوديين لتحديد جامعة معينة لافتتاح فرع لها في المغرب بالإضافة إلى افتتاح معمل مختبرات مشترك ما بين جامعة الحسن الثاني وجامعة البترول والمعادن ليكون التعاون على مستوى البحث على البترول ومشتقاته، إلى جانب ذلك فقد تمت مباحثات مع جامعات إسبانية وألمانية وكورية وأمريكية أيضاً لتفتتح فروعاً لها في المغرب لجعل المغرب قطباً علمياً، فالمغرب لديها 15 جامعة و130 مؤسسة فرعية للجامعات عبارة عن نواة جامعية وعدد الطلاب المغاربة المتواجدون في الخارج 50000 طالب، وتواجدهم بالخارج سيسهل ابتعاد أصحاب العقول المفكرة والمطورة عن بلادهم وبذلك لا يُستفاد منهم في بلادهم، بالإضافة إلى أن المغرب يعاني من استقطاب الدول الكبرى والرائدة لأساتذة الجامعات المغربية بعد بروزهم، لذا فالإستراتيجية المتبعة في المغرب الآن هي السعى إلى الحفاظ على الكوادر الوطنية لينتفع بها المغرب والعرب بشكل عام.
واستدل معالي الوزير بالثقل الذي تشكّله المملكة والمغرب بالمنطقة العربية مما يجعل ذلك دافعاً لاستقطاب الجامعات السعودية لافتتاح فروع لها في المغرب ليتمكّن الطلبة في الدول الأفريقية من الالتحاق بالجامعات السعودية في حال عدم استطاعتهم القدوم إلى المملكة والالتحاق بها.
أما فيما يتعلق بعدد الطلبة الدارسين في المغرب فذكر الداودي أن هناك طلبة سعوديين ولكن عددهم ليس بكثير ونحن نسعى بالتواصل مع التعليم العالي إلى الزيادة الدائمة بالعدد الممنوح من خلال الفرص التعليمية للطلبة السعوديين.. وأوعز قلة عدد الطلبة السعوديين في المغرب إلى أن الجامعات المغربية لا تدرس باللغة الإنجليزية عدا جامعة الأخوين وهنالك سعي لمطالبة الجامعات المرموقة التي نسعى إلى جذبها إلى المغرب أن تدرس باللغة الإنجليزية لأنها لغة العلم.
وحول مشاركة المملكة في معرض الكتاب الذي أُقيم في المغرب فقد ذكر معالي الوزير: استفاد كثيراً من مستوى وأداء السعودية في حضورها على المستوى العالي على مستوى نائب الوزير التعليم العالي وكان حضورها مشرفاً حيث شهد المعرض الحضور المكثف للجانب المتواجد فيه الركن السعودي وقد شهدت الكتب المعروضة إقبالاً كبيراً وبالأخص الكتب الدينية.. إلا أنه ومن وجهة نظري أن ذلك لا يرقى إلى المستوى المنشود والمأمول بين الدول الشقيقة وذلك لأن دائرة الأخوة فيما بيننا كبيرة جداً ودائرة التعاون العلمي صغيرة جداً ويجب أن نسعى إلى توسيع أطر وسبل التعاون العلمي لتقترب على الأقل من حجم دائرة العلاقة بين الشعبين والحكومتين، وبوجود التوسع المأمول في البحوث العلمية سيكون أفق العلاقة شاملة ووثيقة في كافة الاتجاهات ومنتجات البحوث العلمية سيستفيد منها البلدان.
وقد اختتم حديثه بشكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين ومعالي وزير التعليم على فرصة أن تكون المغرب كضيف شرف لهذا المعرض، مبيناً أن هذا المعرض يجمع العديد من الجامعات الراقية على مستوى العالم أجمع.
كما اعتبر أن تلك فرصة للاحتكاك بالجامعات السعودية والاطلاع عليها من قرب والجامعات الأجنبية لأن العولمة زاحفة بشكل سريع والعلم هو القائد لهذه العولمة.. والمملكة وفّرت شروط الانطلاق للبحث العلمي مما يجعل المغرب متأكدة أن المملكة ستجني مخرجات البحث العلمي خلال السنوات القادمة.. معللاً ذلك بأن العالم العربي دائماً ما يسعى إلى التأطير في الجامعات وغياب التطبيق والتنفيذ.. وأضاف أن هذا المعرض سيمكّن الجامعات السعودية من جلب العديد من التجارب العالمية الرائدة والاستفادة منها، مُطلقاً على هذا المعرض مجازاً بدافوس العلم للجامعات الدولية.