الجزيرة - الرياض
أوضح الدكتور خالد المدني، استشاري التغذية العلاجية، أن حساسية الغذاء تعني تعرف جهاز المناعة على المواد غير الضارة للجسم على أنها ضارة، ويحاول حماية الجسم منها عن طريق إطلاق مادة الهيستامين والأجسام المضادة لمهاجمة هذه المادة.
وقال د. المدني خلال مشاركته في الندوة العلمية التي عُقدت في إسطنبول تحت عنوان «الندوة العلمية حول الرعاية الصحية والأولية للأطفال»، بمشاركة ما يقارب 100 طبيب أطفال من مختلف القطاعات الصحية في المملكة، وبرعاية من شركة آبوت: إن النقاط الأساسية لحساسية الغذاء هي: رد الفعل المناعي للبروتين الموجود في الغذاء، وقد تتسبب كمية صغيرة من هذه المادة في رد الفعل المناعي، وتختلف عن عدم التحمل للأطعمة التي لا تتعلق بجهاز المناعة، وتعتمد على الجرعة، وعادة تكون مرتبطة بالكربوهيدرات.
وبيّن أنه يمكن أن يكون رد الفعل للحساسية الغذائية بسيطاً أو عنيفاً، قد يمثل خطورة على صحة وحياة الطفل، كما يمكن أن تكون حادة أو مزمنة, مباشرة أو رد فعل متأخر, ويظهر تأثيرها على أجهزة الجسم المختلفة حسب نوع المادة المسببة للحساسية.
وكشف الدكتور خالد المدني أن الأطفال حديثي الولادة أكثر عرضة للحساسية لأسباب عدة، هي: سبب وراثي، وعدم اكتمال نمو القناة الهضمية، وكذلك جهاز المناعة، وزيادة الاحتمالية نتيجة وجود مرض أو التهاب.
وأوضح أن أعراض حساسية الغذاء تشمل أعراضاً في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والمغص واضطرابات المعدة، وتظهر في الشهور الأولى من عمر الوليد، وتختفي عند عمر 2-3 سنوات، وكذلك أعراض الجهاز التنفسي، مثل العطس والتهاب القصبة الهوائية والربو والالتهاب المزمن للشعب الهوائية، أو أعراض في الجلد مثل الطفح الجلدي والأكزيما.
وأكد الدكتور خالد المدني أنه يمكن منع حدوث حساسية الغذاء عن طريق عدد من النصائح، أبرزها الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية خلال الشهور الست الأولى، وأن تتجنب الأم أكل الأطعمة المثيرة للحساسية، وإذا لم تستطع الأم إرضاع طفلها يجب عليها استخدام تركيبة حليب قليل الحساسية، مع البُعد عن تركيبات الحليب التي تعتمد على الصويا؛ حيث إن حجم البروتين فيه أكبر من تركيبة الحليب التي تحتوي على حليب بقري. مشيراً إلى أن العديد من الفيتامينات والمعادن قد تتأثر عند تحديد الغذاء للطفل مثل فيتامين أ وب 12.
وذكر أنه بالنسبة لقرار البدء في إدخال الطعام مبكراً للطفل فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن إدخال الطعام مبكراً للطفل قد يقيه من حساسية هذه الأطعمة.
وحدد الدكتور خالد المدني الطريقة المثلى لعلاج حساسية الغذاء في عدد من النقاط، هي: «التشخيص السليم، وعلاج الأعراض وتجنب حدوثها مرة أخرى، ودور أخصائي التغذية، وتقدير مدى تقبل الغذاء، ومنع حدوث عدم التقبل، إضافة إلى استراتيجيات العلاج المناعي».