دمشق - عواصم - وكالات - موسكو - سعيد طانيوس

أمهل مجلس الأمن الدولي سوريا أمس الثلاثاء إلى يوم غد الخميس لوقف المعارك تماماً في حين طالبت روسيا من جهتها كوفي أنان بتكثيف الضغط على المعارضة لوقف اطلاق النار من جانبها أيضاً، وذلك بعد أن صعدت القوات السورية من هجماتها امس مع انقضاء مهلة وقف اطلاق النار أمس وسحب الآليات الثقيلة من الشوارع بموجب خطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان. وفيما شككت عواصم غربية ومعارضون باعلان دمشق الالتزام بخطة السلام خصوصاً بعد مقتل 52 شخصاً بينهم 28 مدنيا و19 عنصراً من القوات النظامية وخمسة منشقين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ابلغ مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لمجلس الامن الدولي أمس ان سوريا لم ترسل ( اشارة السلام ) التي ينص عليها الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف في سوريا. وقال انان في رسالة الى المجلس ان القوات السورية النظامية واصلت شن العمليات العسكرية ضد اهداف مدنية في الايام التي سبقت مهلة10 ابريل التي كان يجب ان يتم سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن السورية بحلولها. واضاف ان القوات السورية انسحبت من بعض المدن قبل المهلة ولكن اصبح لها اهداف جديدة. وقال ان الايام التي سبقت العاشر من ابريل كانت تمثل فرصة للحكومة السورية لترسل رسالة سياسية قوية للسلام .. وفي الايام الخمسة الماضية اصبح واضحا ان مثل هذه الاشارة لم تصدر. واكد ان على الاسد تغيير نهجه بشكل جذري لتحقيق وقف اطلاق النار خلال الساعات ال48 المقبلة.

وفي تصريح قرأته السفيرة الامريكية سوزان رايس أكد مجلس الأمن تأييده لطلب انان من السلطات السورية وقف المعارك قبل صباح غد الخميس وقالت رايس ان الولايات المتحدة ترى انه من المشين ان تكون الحكومة(السورية) قدمت وعودا ولم تحترمها، لكنه غير مفاجئ. واضافت سنصل قريبا الى لحظة الحقيقة موضحة ان المرحلة التالية تقضي بمضاعفة الضغوط على نظام الاسد. وكانت سوريا قد اشترطت في وقت سابق من نهار أمس الالتزام بوقف إطلاق النار مع وصول مراقبين دوليين. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن دمشق سحبت بالفعل بعض قواتها من المدن وان سوريا تريد ان يكون لها رأي في تشكيل الفريق الدولي الذي سيراقب تنفيذ وقف اطلاق النار. وأعلن المعلم ان وقف العنف في بلاده ( يجب ان يكون متزامناً ) مع وصول بعثة المراقبين الدوليين.

إلى ذلك طالب لافروف بدوره انان الى تكثيف الضغط على المعارضة السورية خلال محادثة هاتفية بحسب ما اعلنت الخارجية الروسية. وبحسب بيان صادر عن الوزارة شدد لافروف خصوصا على ضرورة اتخاذ المعارضة السورية والدول التي تدعمها تدابير عاجلة للتحقق من وقف العنف داعياً انان الى تكثيف العمل معها للتوصل الى ذلك. وفي محاولة على ما يبدو من كوفي انان لإقناع حلفاء سوريا بضرورة الالتزام بخطة السلام ووقف اطلاق النار فقد وصل أنان مساء أمس الى طهران لاجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين بشأن الوضع في سوريا، كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. ويلتقي انان صباح اليوم مع وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي. ووصل انان الى ايران قادما من تركيا حيث تفقد مخيما للاجئين السوريين على طول الحدود. وأكد سفير سوريا في الامم المتحدة في رسالة بعث بها الى المنظمة الدولية بأن ثلاثة على الاقل من كبار الضباط في الجيش السوري قتلوا في الاشهر الاولى من الحملة التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد لاخماد التمرد . وطبقاً لأرقام في الرسالة فإن 14 ضابطا برتبة عقيد، و15برتبة مقدم وواحد برتبة فريق اول، وثلاثة برتبة نقيب هم من 721عسكرياًقتلوا في الفترة من18مارس وحتى24نوفمبر2011.وقالت الحكومة السورية الاسبوع الماضي ان2088جندياً وعنصراً امنياً و478رجل شرطة قتلوا منذ منتصف مارس2011.