|
دمشق - بيروت - واشنطن - بروكسل - وكالات
أكد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أن سوريا «تجاوبت» مع مهمة كوفي عنان و»لن توفر جهدا» في انجاحها. وجاء في رسالة وجهها الأسد إلى قادة دول البريكس (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب افريقيا) ان «سوريا وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة، تجاوبت مع المهمة التي كلف بها كوفي انان كممثل خاص للامم المتحدة إلى سوريا». واضاف الاسد في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان دمشق «اعلمت عنان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها»، داعيا إلى «اجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال إلى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك». ولم يذكر الاسد في رسالته مضمون هذه الملاحظات. وتدعو خطة عنان إلى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات وهدنة انسانية لمدة ساعتين يوميا لافساح المجال لوصول العاملين الانسانيين إلى المناطق المتضررة من اعمال العنف والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث.
ميدانياً.. تواصلت العمليات العسكرية للجيش النظامي والاشتباكات مع المنشقين وعمليات المداهمة في عدة مناطق سورية امس الخميس، ما اسفر عن مقتل عدد من الاشخاص, حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. واسفرت العمليات العكسرية والاشتباكات عن مقتل 43 شخصا، 35 مدنيا وثمانية عسكريين من بينهم ضابط، ومنشق واحد، وفقا للمرصد.
ففي حمص، قتل ثلاثة اشخاص في قصف واطلاق نار من القوات النظامية على احياء الخالدية وباب الدريب وباب السباع. وقتل ثلاثة اشخاص في مدينة القصير وقرية عرجون المجاورة لها في ريف حمص بنيران القوات النظامية، اضافة إلى جندي منشق وضابط ومساعد في القوات النظامية سقطوا في الاشتباكات. وافادت لجان التنسيق المحلية بتعرض مدينة تلبيسة في ريف حمص لقصف عنيف ادى إلى حركة نزوح كبيرة من الحي الشمالي في المدينة. وأكد ناشطون معارضون أن القوات الحكومية السورية سيطرت على بلدة سراقب بريف إدلب، بعد أربعة أيام من القصف.
من جهة اخرى, تستعين جماعة لحقوق المرأة في الولايات المتحدة بتقنية جديدة عبر الانترنت لرصد جرائم الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي في سوريا في مسعى لرصد الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة خلال الصراع العسكري وكشفها في حينها. وأطلقت المجموعة موقعها على الانترنت مساء الأربعاء وقالت إنها تتعاون مع عدد من النشطاء السوريين الذين لم تذكر أسماءهم. وقالت لورين وولف مديرة مشروع (نساء تحت الحصار) الذي أطلق الموقع على الانترنت: إن هناك نقصا في المعلومات فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة وهو ما يهدف هذا المشروع الالكتروني إلى تغييره. وأضافت: «القصص أفظع مما كنت أتصور, لدينا دليل على احتمال وجود استعباد جنسي.. تشويه, حقا فظائع مروعة». ومضت تقول: «لم يقس أحد قط العنف الجنسي في الصراع أثناء الصراع ذاته, كان دائما يحدث هذا بعد الوقائع».
على الصعيد الدولي خلص خبراء من الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي شاركوا في مهمة تقييم في سوريا إلى ان «اكثر من مليون سوري بحاجة إلى مساعدة انسانية»، على ما صرح متحدث باسم الامم المتحدة امس الخميس. وقال المتحدث: إن البعثة التي تمت بقيادة الحكومة السورية انتهت في أواخر 26 اذار/مارس وان الخبراء تمكنوا كذلك من دخول «مناطق تسيطر عليها المعارضة».
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز امس الخميس أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في العاصمة السورية دمشق. ونقلت وكالة أنباء «بيلجا» عن الوزير عقب اجتماع للحكومة أن هذه الخطوة تأتي على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية في سورية ورغبة بلاده في «رفع مستويات الاحتجاج» ضد الحملة العنيفة التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة.