|
تتطور حاسة السمع لدى الجنين في رحم أمه من الأسبوع الثامن عشر في فترة الحمل ويبدأ الجنين بسماع صوت نبض الأم وتدفقات الدم عبر جدار البطن والرحم ويستمر هذا التطور واكتساب الخبرات السمعية حتى الولادة وما بعدها، ويبدأ الرضيع في السنة الأولى بالتعرف على الأصوات من حوله وتمييزها حتى يصل لمراحل متطورة من السمع واللغة في سنوات الطفولة الأولى.
إن حاسة السمع تعتبر من أهم نعم الله على عباده ولا نشعر بمدى أهميتها إلا حين نفقدها ونحرم منها، وحتى وقت قريب كان الاعتقاد السائد أن من لا يسمع لا يتكلم، إلا أن هذا المفهوم قد بدأ بالتغير، حيث إنه باستخدام الأجهزة السمعية المناسبة من معينات سمعية أو جهاز القوقعة الإلكترونية وتلقي الخدمات التأهيلية يستطيع غالبية ضعاف السمع سماع الأصوات وفهم الكلام والتواصل مع الآخرين بشكل لفظي.
وبالكشف المبكر يحتاج هؤلاء الأطفال الذين يعانون من ضعف سمعي إلى برامج تأهيلية مبكرة تساعدهم على تنمية مهارات الاستماع من أجل اكتساب اللغة بشكل طبيعي كأقرانهم ذوي السمع الطبيعي، وتعرف هذه البرامج التأهيلية ببرامج التأهيل السمعي اللفظي.
إن التأهيل السمعي اللفظي هو نوع من العلاج المتخصص المصمم لتدريب الأطفال على استخدام السمع بواسطة المعينات السمعية أو جهاز القوقعة الإلكترونية لفهم اللغة وتعلمها.
إنه برنامج متكامل تنفذه أسرة الطفل بالتعاون مع أخصائي التأهيل السمعي اللفظي وذلك بهدف تحقيق القدرة السمعية المناسبة للغة المحكية، كما تمكن الطفل من تعلم الاستماع والتحدث بشكل طبيعي والمشاركة الاجتماعية الكاملة طوال مرحلة الطفولة وما بعدها.
كما يركز على استخدام الصوت كقناة أساسية للتعلم واكتساب المهارات السمعية واللغوية من البيئة المحيطة بمساعدة الوالدين الذين يقومان بدور كامل ونشط مع أخصائي التأهيل السمعي اللفظي في كل مرحلة من مراحل العلاج وبهذه الطريقة يتعلم الآباء توفير الخبرات الأكثر إنتاجا وايجابية لتحفيز المهارات السمعية واللغوية للطفل.
إن الهدف من برامج التأهيل السمعي اللفظي هو تدريب الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع على اكتساب مهارات وقدرات تساعدهم على التواصل مع أقرانهم وليس ذلك فقط بل تمكينهم من أن يكونوا أفرادا فاعلين وقادرين على تجاوز الإعاقة السمعية، وأن يصبحوا أعضاء مساهمين في المجتمع.
حنان الزهراني - أخصائية تخاطب وتأهيل- مركز الأعمال -م م ع ج