* تيمو لابالاينين
فنلندا بحاجة ماسة إلى التعامل بمزيد من العمق مع العالم ككل، ليس فقط من أجل مصلحتها الخاصة ولكن من أجل بناء ثقة في البرامج الدولية. لقد عدت إلى فنلندا عام 2005 بعدما عملت في الخارج لما يقرب من خمس عشرة سنة. وقد استوقفني حدثان كانا استثنائيين بالنسبة لي بعد عودتي إلى البلاد: لاحظت أن هناك شخصين يرتديان زيًا إفريقيًا في متجري تسوق بوسط هيلسينكي، أحدهما سوداني والآخر يبدو عربيًا، والغريب أنهما كانا يتحدثان بلغة فنلندية سليمة. أما الحدث الثاني فهو أنه بعد أسابيع وفي إحدى المدن مررت بجوار رجل إفريقي شاب في زي عسكري على ما يبدو أنه كان عائدًا في إجازة من خدمته بالجيش الفنلندي. كلا المثالين لم يكن يخطران على بال أحد في الوقت الذي غادرت فيه البلاد عام 1990: لقد تغيرت فنلندا بصورة جذرية وفي وقت قصير للغاية، من بلد ذات عرق واحد تقريبًا إلى بلد متعددة الألوان ومثيرة للفضول، ولقد استغرقت وقتًا حتى أستوعب أن هناك أشخاصًا أجانب عن البلاد يستطيعون أن يديروا حوارًا باللغة الفنلندية بصرف النظر عن الأصول العرقية التي جاءوا منها.
كما أظهرت الانتخابات العامة التي أجريت العام الماضي وكذلك الانتخابات الرئاسية أن فنلندا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما يحدث في العالم من حولها، فقد أجرت المنظمة التي أعمل فيها، وهي مركز الخدمة الفنلندية للتنمية والتعاون دراسة مؤخرًا أظهرت أرقامها نتائج مثيرة للاهتمام بشأن رؤية الفنلنديين للعالم الأوسع من حولهم، فكانت بعض النتائج مفاجئة لي، في حين كان بعضها مقلقًا؛ فطبقًا للاستطلاع فإن أقل من ثلث المجتمع الفنلندي (31 بالمائة) لديهم اتجاه إيجابي تجاه التعاون في مجالات التنمية والهجرة، في حين أجاب 59% من المستطلعة آراؤهم بأنهم يمتلكون نظرة محايدة للعالم من حولهم، أما أولئك الذين كانوا ضد العولمة أو غير مهتمين بها فقد مثلوا عشرة بالمائة فقط من المجتمع الفنلندي.
*»هيليسنكي تايمز» الفنلندية