محمد ايراني *
منذ بداية الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تساءل الكثير منا إن كانت المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة حماس قد تأثرت بتلك التطورات وبأي نسبة. من المنظور الأكاديمي، فإن التطورات الاجتماعية يمكنها أن تؤثر على ظواهر أخرى على الرغم من أن درجة وسرعة التأثير تعتمد بشكل كبير على المتغيرات.
حماس وبعض حركات التحرر الأخرى في فلسطين تأثرت بالتطورات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي خلال العام الماضي. ولكي نفهم درجة تأثير الربيع العربي على حركة حماس، يجب علينا التمعن في المواقف الأخيرة التي تبنتها حماس داخل وخارج فلسطين. على الصعيد الداخلي، لا تزال حماس تبحث عن فرص لزيادة نفوذها في فلسطين. ومن الممكن النظر إلى المصالحة التي تمت مؤخرا بين فتح وحماس في هذا الإطار ولا يجب تفسيرها على أنها جاءت بالهام من الربيع العربي. ولكن، على المستوى الإقليمي وفي قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية لحركة حماس، يمكن المجادلة بأنها استطاعت الارتقاء بمكانتها على الساحة الدولية عقب الربيع العربي.
خلال العام الماضي، أدت التغييرات التي جرت في العالم العربي لتمهيد الطريق لإعادة ظهور حركة الإخوان المسلمين في دول مثل مصر وتونس والمغرب ونتج عن ذلك تعزيز مكانة حماس في الدبلوماسية الإقليمية وخروج الحركة من عزلتها وشروعها في لعب دور أكثر أهمية في التوازنات الإقليمية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الموقف الذي تبنته حركة حماس حول الأزمة في سورية ينظر إليه من قبل العديد من المراقبين على انه المشكلة الوحيدة للحركة خلال الربيع العربي حيث إن المكتب السياسي الرئيس لحركة حماس يقع في العاصمة السورية كما عبر مسؤولو حماس عن دعمهم للرئيس بشار طوال الأزمة. ويعتقد المراقبون أن الأزمة السورية القائمة بين الحكومة وحركة الإخوان المسلمين قد تسبب مشكلات أكثر لحركة حماس مستقبلا.
* سفير إيران سابقا لدى الأردن ولبنان (طهران تايمز) الإيرانية