أنا موظفة لي تقريبا 20 سنة في الوظيفة ومتزوجة وعندي أولاد وبنات صغار وفي سن المراهقة وأنا مترددة بين الاستمرار في العمل مع إنني في قمة نشاطي ومتميزة في عملي ومبتكرة وأيضا وجود علاقات اجتماعية مع الزميلات وبين التقاعد وجلوسي بين أبنائي وأعيش ملكة في بيتي وأرعى صغاري، علما بأن أوضاعنا المادية مستقرة. وخاصة أن راتب التقاعد سوف يكفي والله يطرح فيه البركة الرجاء الرد سريعا.
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
من أصعب التحديات التي تواجه الإنسان في حياته عندما يريد أن يتخذ قرارا مصيريا كهذا القرار وحالة الحيرة العظيمة التي تصيبه معه، ويبقى التأمل في الموضوع وسبر غوره من المعينات على حسن الاختيار وذلك ببسط الإيجابيات والسلبيات والخسائر والمكاسب ومعها سيتخذ القرار المناسب، ودعينا نحلل سويا أوضاعك ونسأل الله الإعانة على اتخاذ القرار السليم:
بالنسبة لإيجابيات قرار التقاعد فتتمثل في:
1- أن البقاء في المنزل مظنة إعطاء جهد ووقت واهتمام أكثر لزوجك وأبنائك وبيتك
2- التخلص من ضغوطات العمل ومتاعبه
3- قربك من صغارك والاطمئنان عليهم وكسبك لراحة البال
أما سلبيات قرار التقاعد فتتمثل في:
1-فقد التواصل مع زميلات اعتدتِ لقائهن وعلقت حبالك بحبالهن
2-تغير الأوضاع المادية
3- يعتبر العمل في بعض الأحيان متنفس للمرأة وستفقدين هذا الأمر
وعلى كل حال أجدني ميالا لفكرة التقاعد بعد إشراك زوجك في القرار فهو قرار يخص الجميع آملا أن لايصبح بقاؤك في البيت غير مجدٍ فبعض ربات البيوت لايقدم جلوسها في البيت ولا يؤخر، وقتها يضيع في السهر وفي النوم وما هكذا يستفاد من الأوقات ولاتستثمر الحياة والسهر والنوم! مكاسبٌ خسيسة لا يحفل بها أصحاب الهمم العالية.. وأرى أن تجربي نفسك بإجازة استثنائية أو أمومة إذا سمح النظام وبعدها ستتجلى لك الأمور، كما أنبهك أيتها الفاضلة على مسألة في غاية الخطورة ومن الضرورة أيتها الفاضلة وهي أن ندرك أن كل قرار يتخذ سيعلق به شيء من السلبيات ومتى ما كنا متأهبين للتعاطي معها سوف نسعد باتخاذنا القرار، وأنك بعد اتخاذ القرار غالبا ستأتيك أفكار سلبية منشأها تلمسك وتركيزك على نقاط الضعف في القرار الجديد لذا أنصحك باستخدام تقنية (تعزيز القرار) وتعني طرد أي فكرة سلبية عن القرار وعدم الاسترسال فيها والتركيز على الإيجابيات في كلماتك وفي تفكيرك حتى لايؤثر القرار على نفسيتك وتلسعك مشاعر الندم والتي نشأت من آلية خاطئة في التفكير وفقك الله وكتب لك الخير.
شعاع: اختيار المفضول خيرٌ من التردد في اتخاذ القرار!