* برزت مشكلة تضارُّب دور الـ (16) في دوري أبطال آسيا مع يوم الفيفا العالمي للمباريات الدولية، والذي سيحرم الأندية السعودية من لاعبيها الأجانب الدوليين في منتخبات بلادهم في هذا الدور الهام الذي يُمثّل مباراة واحدة فقط تحدد مصير أي فريق في البطولة من حيث الاستمرار أو الخروج.
هذا الموضوع أثاره الهلاليون تحديداً خلال السنتين الماضيتين وطالبوا مراراً وتكراراً بتلافي ذلك دون أن تجد هذه المطالبات آذاناً صاغية من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم سواء من خلال ممثليه أو من خلال تبني اتحاد الكرة نفسه لمواقف الأندية السعودية ووضع ثقله كاملاً (إن كان له ثقل) في الموضوع حيث تم مناقشة الموضوع هامشياً في لجنة المسابقات الآسيوية التي لا يُوجد فيها ممثل سعودي حقيقي بعد الاكتفاء بتواجد سعودي صوري أو حضوري ليس له الحق في التصويت أو اتخاذ القرار ما يجعل المسؤولية مضاعفة على الاتحاد السعودي نفسه للدفاع عن حقوق أنديته سواء كان ممثلاً في لجنة المسابقات أم لا.. فمثل هذا الموضوع الحيوي كان يتطلب تدخُّلاً سعودياً على أعلى مستوى مع قيادات الاتحاد الآسيوي لوقف عبث لجنة المسابقات بمصالح الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا وخصوصاً الأندية السعودية كونها هي المتضرر الأكبر بالنظر إلى أن لاعبي أندية منتخبات الشرق لا تعتمد عليها منتخبات بلدانهم حيث يمثل منتخبات أستراليا واليابان وكوريا لاعبون محترفون في الخارج في الوقت الذي تخسر فيه أنديتنا مبالغ طائلة للحصول على محترفين أجانب على مستوى دولي لكنها تخسرهم في هذا الدور الهام والمتضرر الأكبر هنا الهلال بكل تأكيد.
ولو قُدّر للاتحاد السعودي أن سعى بقوة للحصول على عضوية فاعلة في لجنة المسابقات الآسيوية لأمكن على الأقل تدارُّك مثل هذا الوضع، ولو أن لدى الاتحاد السعودي ممثلين فاعلين في اللجنة حتى وإن كانوا غير كاملي العضوية لأمكن التنسيق مع الأندية المشاركة في وقت مبكر وتبني موقف قوي من الاتحاد السعودي مع الاتحادات المتضررة الأخرى وبالتالي السعي لحل هذا الموضوع جذرياً وبالضغط المباشر والقوي حتى ولو أدى الأمر للتهديد بعدم المشاركة في ظل أوضاع فوضوية يتلاعب بها عدد من ممثلي الدول غير المؤثرة في الكرة الآسيوية والتي تمتلك القرار أكثر من الدول المشاركة فعلياً.
فعلى سبيل المثال فإن بلداً مثل لبنان لا يُعد ذا قيمة كبيرة في كرة القدم الآسيوية يمتلك ممثلاً كاملاً في لجنة المسابقات (رهيف علامة) يستطيع تغيير القرارات وتوجيهها دون أن يجد أي مواجهة من الاتحاد السعودي وممثليه عن العمل المنظم والتكتلات والعلاقات.
ولو أن الممثل السعودي في لجنة المسابقات قدَّم تقريراً شاملاً ومفصلاً للمناقشات الهامشية التي تمّت حول تغيير موعد دور الـ (16) وتبنى الاتحاد السعودي موقف الأندية السعودية لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من أضرار بالأندية المشاركة هذا الموسم، فمهمة مندوبينا في العادة تنتهي بعودتهم من حضور الاجتماعات دون مواصلة العمل وتقديم التقارير وإجراء الاتصالات اللازمة واطلاع الأندية المعنية رسمياً بما حدث حتى تقوم بدورها، في ظل البيات الشتوي الذي يعيشه الاتحاد السعودي للكرة في التعامل مع القضايا بالنظر لغياب الاجتماعات الرسمية والعمل الفاعل للأعضاء واللجان على كافة الأصعدة، فالحاصل هو تسيير للعمل الروتيني اليومي والاستغراق في المنافسات المحلية والتركيز على ما يحدث داخلياً بحيث أصبحت قضايا إيقاف هذا اللاعب أو ذاك وتقديم تلك المباراة أو تأجيلها هي الأهم والغاية مع الانفصال التام عن العالم والعلاقات الدولية سواء للأعضاء أو قيادة الاتحاد ودورها الفاعل على الصعيد الآسيوي.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين الاتحاد السعودي من قضية رئيسية ومهمة مثل هذه ولماذا لم يتم التعاطي معها منذ وقت مبكر وقبل صدور جداول البطولة، ولماذا لم يتم رفع الأمر لأعلى مستوى خصوصاً في ظل قيادة ابن همام للاتحاد قبل إقالته، وما جدوى وجود ممثلين أكبر مهامهم الحضور في كوالالمبور والعودة بخُفي حنين كما حدث في كثير من المواضيع التي تهم الكرة السعودية؟.
وبكل أمانة أقول إننا نفتقد للقيادات الفاعلة ليس على صعيد التمثيل الآسيوي فقط، وإنما في تسيير شؤوننا المحلية ومعالجة قضايانا بحيث لا تجد من يستطيع تفسير اللوائح أو التعامل معها والمسألة فقط هي تحويل كل مشكلة وقضية للاتحاد الآسيوي أو الدولي لنضع مصيرنا في يد موظف هنا أو هناك في الاتحادين يقرر ما يجب أن نفعل في الوقت الذي يمنح الاتحاد الدولي الاتحادات المحلية الحرية في تسيير شؤونها وإدارة مصالحها واتخاذ القرارات التي تراها.
ولذلك فلا عجب أن نبقى في نفس الدائرة ممثلين لاتحاد لا نعرف كيف ندير شؤوننا أو نتخذ القرارات التي نراها لمصلحتنا فضلاً عن المدافعة عن حقوقنا أو فرصة تواجدنا.. والله المستعان.
لمسات
- أصبح موقف الكثيرين ممن شرعوا ورشحوا أنفسهم لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم محرجاً، فقد اتضح أن المسألة مجرد انتخاب عدد من الأعضاء وتعيين رئيس للاتحاد من الأعضاء المعينين، لذلك فما زلنا في نفس الدائرة ولم نتقدم خطوة واحدة بعد الاستقالة الأخيرة.
***
- نجاح المدرب الهلالي التشيكي إيفان هاسيك في تجاوز مباراة بيروزي بسلام وبأقل الخسائر بعد الطرد والنقص الذي تعرّض له فريقه وتأخُّره بهدف جعل البعض يندفع ويتطلع للفوز ويلوم المدرب على ذلك.
***
- مراحل الحسم في الدوري بدأت بلقاء الشباب والنصر الماضي، ولقاءات البارحة وخصوصاً لقاء الاتفاق بالأهلي والهلال بالرائد، والأكيد أن التحكيم المحلي سيكون مؤثراً في نتائج المباريات بعد ضربة الجزاء الشبابية أمام النصر.
***
- لو كان لي من الأمر شيء لكان أول قرار أتخذه لرفع مستوى الدوري وتحسين برمجيته هو هبوط آخر فريقين وعدم صعود مثلهما والاكتفاء بـ12 فريقاً مع وضع جدول مناسب يُراعي فترات الراحة والمواعيد المنتظمة للمباريات وتقليص المسابقات لإصلاح الأحوال الفنية للفرق واللاعبين وإعطاء الأجهزة الفنية الفرصة للعمل لوقت كافٍ وتقليل عدد المباريات ما يدفع الجماهير للتطلُّع والتحفُّز أكثر لمتابعة الدوري وحضور مبارياته.