|
الجزيرة - فيصل العواضي
أنهى الأستاذ عبدالله ناصر الداود كتابا عن البدايات الأولى لعشرين كاتبا وروائيا عربيا وأجنبيا، سماه «خطواتهم الأولى» وسيكون حاضرا بإذن الله في معرض الرياض الدولي للكتاب، وقد اختار الداود الحديث عن بدايات الروائيين الأولى وحياتهم قبل الشهرة والإعلام كونها تحوي التجربة الحقيقة، حيث يقول في مقدمة كتابه: «إن حياة الكاتب عموما والروائي على وجه الخصوص مليئة بالإثارة، وحياته قبل أن يجد الشهرة والمعرفة أكثر إثارة، فهو يتلمس طريقه في دروب مظلمة، ويبحث عن ذاته بين عوالم متشابهة، لكن ما أشد فرحته حين يصل إلى مبتغاه».
ويواصل الداود تبريره عن سبب اهتمامه بتلك البدايات: «إني وبعد أن عشت تجارب الكثيرين من الروائيين والكتَّاب وجدت تشابها بينها وبين بدايات الكثيرين منَّا، من حيث البحث عن الوجهة الصحيحة، فالكل يرى في نفسه تميزا، لكن القليل من يعرفها مبكرا، فيظل يضرب بمجدافه يمنة ويسرة حتى يهتدي إلى المسار الصحيح، ليسير فيه بثقة وأناة وطموح لا ينفد، حينها ستضاء الأنوار وتعلن الأفراح، لذا فقد رأيت أن يكون كتابي هذا مقتصرا على تلك الرحلة التي تسبق الوصول، وعلى تلك الحياة التي عاشها قبل الشهرة والإعلام، فهي الأجمل من وجهة نظري، وهي التي تعطي دروسا في تعلم الصبر وحب المثابرة والعمل الدؤوب.
ومن الأسماء التي بحث الداود عن بداياتها وخطواتها الأولى أجاثا كريستي، ورولينج مؤلفة هاري بوتر، وماركيز، وستيفاني مير مؤلفة سلسلة مصاصي الدماء، وإيزابيل اللندي، ومن الكتاب العرب محمود سالم وعبدالرحمن منيف ويوسف المحميد وغيرهم.
ومن صفحات الكتاب سنقرأ كيف أن جيران «رولينج « اتهموها بأن شخصية «هاري بوتر» اقتبستها من ابن الجيران الذي كان شابا في الخامسة عشرة من عمره ويرتدي نظارة طبية، كما شرحت كيف خطرت لها فكرة الرواية عندما كانت عائدة إلى لندن بالقطار، ولم يكن لديها قلم لتدون تلك الأفكار التي ظلت سنوات تكتب فيها، ورغم ذلك لم تجد ناشرا يقبل بها حتى مرت شهور كثيرة قبل أن يتصل بها وكيلها يخبرها بقبول أحد الناشرين لها لتجني من ورائها أموالا وفيرة.
كما ذكرت ستيفاني مير مؤلفة رواية «الشفق» أن فكرة الرواية جاءتها أثناء النوم، فقد رأت حلما عن فتاة مراهقة تعيش قصة حب رقيقة مع مصاص دماء، وبالطبع في الأحوال العادية وسط دوامة الحياة كانت ستيفانى ستنسى كل شيء بمجرد استيقاظها، لكنها فوجئت بأن ما عاشته في هذا الحلم يتملكها، وظلت طوال النهار تضيف إلى حلمها المزيد من التفاصيل الخيالية والأحداث في ذهنها، وبمجرد أن نام أطفالها في المساء سارعت لتسجل الحلم على الورق.
جدير بالذكر أن الكاتب عبدالله الداود قد أنهى رحلته مع «طقوس الروائيين» وذلك بإصداره الجزء الثالث من هذا الكتاب، حيث حرص الكاتب على مراسلة الروائيين العرب والأجانب عن طقوسهم أثناء الكتابة الروائية، وضم الجزء الثالث طقوس ستة عشر روائيا من أبرزهم الدكتور تركي الحمد وعبدالله ثابت وغادة السمان وفواز حداد وأميمة الخميس.
وبهذا الجزء يصل عدد الروائيين المشاركين في الكتاب إلى 65 روائيا في إصدار متفرد ينسب للداود، والكتابان من إصدار دار الفكر العربي.