|
الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع مساء امس الحفل الختامي لمنافسات الدورة الرابعة عشرة للمسابقة المحلية على جائزة سموه لحفظ القرآن الكريم وتجويده للبنين والبنات، وتوزيع الجوائز المالية للفائزين بالمسابقة، وذلك في قاعة الملك فيصل بفندق الإنتركونتننتال في الرياض. وبعد أن أخذ سموه مكانه في القاعة، بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح كلمة أبرز خلالها أهمية تربية الطلاب والطالبات على تعاليم القرآنِ ليعزز الإيمانِ في قلوبهم ويبنوا مستقبلهم ويحصنوا أنفسهم من التياراتِ المغرضة والأفكار الهدَّامة.
وبين أن المسابقة مرت بتصفياتٍ استغرقت سبعةَ أشهرٍ في مناطقِ المملكةِ ومحافظاتِها شارك فيها عشراتُ الآلافِ من أبناءِ الوطنِ وبناتِه، نفذتها الجمعياتُ الخيريةُ لتحفيظِ القرآنِ الكريمِ بجدارةٍ، وفقَ خطةٍ أقرَّها ووجه بها وزير الشؤونِ الإسلاميةِ والأوقافِ والدعوةِ والإرشادِ، مفيدا أن التصفيات النهائية أقيمت في الرياضِ وشارك فيها ثلاثةٌ وتسعون متسابقا ومتسابقة تنافسوا على حفظِ كتابِ اللهِ تعالى وتدبرِهِ.
وأفاد أن المسابقةَ صاحبها دورة تدريبية على مهاراتِ التحكيمِ للمتدربين والمتدرباتِ في عامِها السادسِ من جميعِ مناطقِ المملكةِ بالإضافة إلى برامج علمية وثقافية، مقدرا دعم ورعاية سمو الأمير سلمان بن عبدِالعزيز لمناشط العناية بالقرآنِ الكريمِ.
عقب ذلك ألقيت كلمة المتسابقين ألقاها المتسابق مصعب بن يوسف العوفي حمد الله فيها على ما هيأه ولاة أمر هذه البلاد المباركة من بيئة صالحة تمثلت في تذليل السبل وبث روح الحماس بالتنافس في هدى القرآن المنير، مما وثق عرى التواصل بالكتاب العزيز والسير على نهجه، سائلا الله تعالى أن يجزي راعي المسابقة والقائمين عليها الأجر والمثوبة. ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة بين فيها أهمية كتاب الله عز وجل وما يبعثه في النفس المؤمنة من طُمأنينة وسعادة وانشراح إذ إنه من نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد سماحته أن المسابقة قوت العزائم وشحذت الهمم لما فيه صلاح شباب الوطن، موصيهم بتقوى الله في السر والعلن وأن يكون القرآن الكريم الذي حفظوه سببا لهدايتهم واستقامتهم على الخير. وسأل الله تعالى أن يوفق الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى كل خير وأن يجزيه خير الجزاء، وجميع القائمين على المسابقة، وأن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه. عقب ذلك ألقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة نوه فيها برعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمسابقة طوال 14 عاماً وعنايته بكتاب الله وحفظته، مهنئاً الفائزين وحثهم على مواصلة التمسك بالقرآن الكريم في ظل الرعاية الشاملة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين. وربط عزة الأمة الإسلامية وقوتها بتمسكها بكتاب الله واتباع هديه.
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم..
سماحةَ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
أصحاب الفضيلةِ.. أصحابَ السمو.. أصحاب المعالي.. أيها الحفل الكريم..
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإنه يُسعدني الاحتفاءُ بتكريم ِ نخبةٍ من الأبناءِ الذين حملوا في صدورهم أعظمَ كتابٍ وهو القرآنُ الكريم ففيه السعادةُ والطمأنينةُ وفيه الخيرُ والبركةُ لمن تمسك به وعمل بما فيه.
أيها الإخوة:
إن من أجل ِالنعم ِعلى أمةِ الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان ٍعربي مبين، على نبي عربي، بلغة عربية، في أرض عربية، فكلما تمسكنا بهدية في جميع شؤوننا كانت لنا العزةُ والمنعةُ وكلما بعدنا عنه أصابنا الذل والتفرقُ.
وإنني أشكرُ الله تعالى أننا نعيشُ في دولةٍ مباركةٍ تطبق أحكامَ الشريعةِ منذ أن أسسها الإمام محمد بن سعود في الدولة الأولى وتبنيه دعوة شيخنا الجليل محمد بن عبدالوهاب وسارت الدولة الأولى والثانية وهذه الدولة التي نحن فيها الآن الذي أسسها الملكُ عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1319هـ، وإننا والحمد لله ننعم بالعيش في رغد وأمان في ظل كتاب الله وسنة رسوله، وجاء من بعد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أبناؤه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد- رحمهم الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي يقودنا قيادة حكيمة والحمد لله اليوم، وقد اتخذت من كتابِ الله العزيز وسنةِ نبيه المصطفى دستوراً يَحكم جميع مناحي الحياة في هذا العصرِ الزاهرِ بقيادةِ خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بـن عبدالعزيز آل سعود، يعُتنى بالقرآنٍ الكريم تلاوةً وحفظاً وتجويداً وتفسيراً وتُبذلُ الجهودُ في خدمتهِ ودعمهِ.
أبنائي حفظة كتاب الله الكريم:
إن عليكم أيها الأبناء واجباً عظيماً تجاه دينكم ثم وطنكم، فحافظُ القرآن لا بدَ أن يكونَ قدوةً فاعلةً وأن يتخلقَ بأخلاق القرآن وبسيرةِ نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- حتى يكون نافعاً لدينه ووطنه ومجتمعه.
وفي الختام:
أقدمَ الشكَر والثناءَ الجميل للقائمينَ على تنظيم ِهذه المسابقةِ بوزارة ِ الشؤون ِ الإسلاميةِ والأوقافِ والدعوةِ والإرشاد وعلى رأسهم الأخ الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ والإخوة العاملين معه.
كما أشكر أصحابَ الفضيلةِ رؤساء الجمعياتِ الخيريةِ لتحفيظِ القرآن ِالكريم بمناطق المملكة على ما بذلوه في سبيل ِإقامةِ المسابقات في المحافظات والمناطق.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم تشرف أعضاء لجنة التحكيم في المسابقة ورؤساء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة بالسلام على سموه.
إثر ذلك قام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتوزيع الجوائز على الفائزين (الأول والثاني والثالث) في كل فرع من فروع المسابقة، حيث منح الفائز الأول في الفرع الأول مبلغ سبعين ألف ريال والثاني ثمانية وستين ألف ريال والثالث ستة وستين ألف ريال، وفي الفرع الثاني منح الأول خمسين ألف ريال والثاني ثمانية وأربعين ألف ريال والثالث ستة وأربعين ألف ريال، أما الفرع الثالث فمنح الأول أربعين ألف ريال والثاني ثمانية وثلاثين ألف ريال والثالث ستة وثلاثين ألف ريال، وبالنسبة للفرع الرابع فمنح الأول ثلاثين ألف ريال والثاني ثمانية وعشرين ألف ريال والثالث ستة وعشرين ألف ريال، فيما منح الفائز الأول في الفرع الخامس عشرين ألف ريال والثاني ثمانية عشر ألف ريال والثالث ستة عشر ألف ريال. وفي نهاية الحفل التقطت الصور التذكارية لسمو وزير الدفاع مع المتسابقين.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة سابك وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز ومعالي مدير عام مكتب سمو وزير الدفاع الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان وأصحاب الفضيلة ورؤساء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.