ابتسمت لتغريدة الزميل محمد العياف الإعلامي بصحيفة اليوم وهو يرسل لي عبر تويتر بعد قرار حل اتحاد الكرة متسائلا: ماذا سيكون مصير قرار ميكروفونات روابط المشجعين الذي تم اتخاذه سابقا..!!؟؟

كان استفسارا ملغما بلغة ساخرة وأعترف لكم أنني أجبته بأن الموضوع تم تحويله لقسم (الحراج) للبت فيه ..!!

القوالب الساخرة التي تخرج مع كل إخفاق للرياضة والكرة السعودية هي تعبير ضمني عن التشاؤم بإصلاح الحال ورسالة تؤكد عدم الثقة بأي خطوات تصحيحية قادمة لأن الرياضة لدينا أصبحت حقل تجارب فاشل لكل فكرة أو اقتراح لانعرف أين يتم طبخها ولامن وراءها تماما كما هو حال أعضاء اتحاد الكرة - مثلا- الذين لايعرفون عن القرارات سوى لدى جلوسهم في الاجتماعات.. بالعربي .. بصمنجيه نبر ون..!!

يحق لنا أن نتشاءم.. لأن الثقة معدومة...!!

طالبت في مقالي السابق بأن يكون اتحاد الكرة ومسيريها أكثر صدقا وقربا وشفافية مع المجتمع لينعموا بثقته.. كتبت عن أهمية الوعود الصادقة.. أكدت على أن المجتمع واعٍ ومدرك ويعرف الأنظمة أكثر من ثلاثة أرباع العاملين برياضتنا..!!

اليوم أجد نفسي محبطا.. ساخرا.. ..!!

يهزم المنتخب السعودي أمام استراليا فيتم حل اتحاد الكرة..!!

مالعلاقة بين الاثنين..!!

لاشيء..!!

أليس للمنتخب إجارة خاصة. ميزانية مستقلة.. قرار منفرد.. صلاحيات واسعة..؟؟

مادخل ابن ناصر والمدلج والنويصر والعلي والربدي وآل مسلم والهويدي والمهنا والعذل والمصيبيح والسراح والخميس وكيال بهزيمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم؟؟

هل تم التشاور معهم بشأن المنتخب.. المعسكرات.. المسابقات.. اللاعبين.. المباريات الودية الدولية.. عقد ريكارد..؟؟

لماذا عليهم أن يدفعوا ثمن فشل غيرهم ..؟؟

لماذا عليهم أن يكونوا كبش فداء رحلة الهروب من نار الأسئلة والانتقادات والاتهامات؟؟

قبل عشرة أيام كان اتحاد الكرة يتباهى بأنه صنع قرارات تاريخية وأنه زرع بذور المستقبل والآن يعلن رئيسه حل المجلس للاعتذار عن هزيمة في مباراة لاشأن لها ولاعلاقة ولارابط بالاتحاد..!!

حتى وإن كان دخول الأعضاء المنتخبين بإدارة مؤقتة ضمن سلسلة جبر الخواطر فلا أرى أي داعٍ أصلا لحل الاتحاد..!

ربما موضة جديدة.. ربما..!!

في الماضي كان هناك حبوب مخدرة لإيقاف هيجان الشارع الرياضي أهمها الإطاحة بالمدربين.. اليوم زاد العيار.. أصبح الإبرة بدلا من الحبوب.. مفعول الإبرة أطاع بثلاثة عشر رجلا ليس لهم أي ذنب سوى أن هناك من يريد أن يقدمهم كاعتذار للمجتمع الرياضي..!!

قلت.. حذرت.. نحن نعيش أزمة ثقة.. سنظل كذلك.. ستظل الشكوك تحيط بكل خطوة.. بكل قرار.. سيدور الهمس والتأويل.. الثقة معدومة تماما.. تماما.. من يستطيع أن يعيد الثقة ؟؟

في آخر سطر من مقالي السابق كتبت للأمير نواف بن فيصل - للتاريخ عمل كل شيء من اجل الأخضر هذا العام- طالبا منه أن يزرع الثقة فقط ..!!

اليوم يتحدثون عن الجمعية العمومية القادمة ..!!

الجمعية المفصلة على مقاس الخصوصية السعودية..!!

الكل يعرف أن الأندية لها نفس الحقوق والواجبات الأساسية في النظام الحكومي الإداري ..!!

من اخترع اشتراطات أعضاء الجمعية العمومية لايعترف بذلك فهو ينتقي من هنا وهناك وكأن تمييزا غريبا يصعد بدخانه غير القانوني للسماء..!!

أعرف أنهم يحاولون تطبيق النموذج الإيطالي حتى لايقعوا ضحية دخول كل الأندية - حقها القانوني- كأعضاء بالجمعية العمومية .. ..!

السؤال: هل نحن كإيطاليا؟؟

طبعا لا لكن هناك من يحاول طلينتنا بالعافية!!

يقول الأمير نواف بن فيصل أنه قدم استقالته للجمعية العمومية - المصدر برنامج الملعب - القناة الرياضية.

طيب : أين الجمعية العمومية التي استقبلت الاستقالة؟؟!!!!!!!

كل ما نريده هو الثقة بكل الخطوات.. بكل الإجراءات.. الوضوح التام بكل شيء .. فقط هذا ما نريده والتوفيق الكروي هو بيد رب العزة والجلال ..!

لا عيب أن نخطئ أو أن نخسر مباراة أو اثنتين أو بطولة هنا أو هناك وإن كان ذلك عيبا فسيكون لنا في كل موسم سبعة رؤوساء اتحاد كرة..!!

المهم أن نعترف بواقعنا وألا نلبس ثوب تطوير هو أكبر من مقاسنا وألا نخالف الحقائق لنلصق كل خطواتنا بالنظام الدولي والفيفا فالناس اليوم غير الناس أمس..!!

الواقع اليوم يؤكد أن من يدير القرار الرياضي والكروي بعيد كل البعد عن الواقع على الأرض.. الأندية تأنٍ.. الاحتراف تحول لانحراف كروي.. ميزانيات مالية مجهولة.. قرارات متعجلة.. تجاهل تام لغالبية أعضاء اتحاد القدم.. !!

هل تعرف المؤسسة الرياضية -مثلا- أن معسكرات الحكام ودوراتهم تقوم على القطية أو فزعة رئيس اللجنة وزملاءه عبر السلف المالية؟؟!!

أين حقهم من الرعاية على أكتافهم؟؟

أين حق الأندية من الرعايات التي تملا الملاعب وتملا أكمامهم؟؟

خرجنا من حلم الوصل لكأس العالم القادمة ثم ماذا..؟؟

المهم أن نخرج من نفق أزمة الثقة.. أما كاس العالم وكاس آسيا وغيرها فلها منتخبات تعرف معنى كرة القدم وتدرك معنى التنظيم الكروي ولديها لاعبون يقاتلون من أجل الفوز لا لاعبين يضعون سماعات الموسيقى حتى بالحمام تماشيًا مع الموضة ويتفاخرون بالقزع ..!!

لا خلاف على أن أميرنا نواف بن فيصل هو الأكثر ألما.. حزنا.. حسرة.. على ما حدث لمنتخبنا .. لقد رعى الأخضر بشكل كامل .. جهز له كل شيء.. كل ما يحلم به أي مدرب.. أي لاعب..

خلافنا فقط على مستوى الثقة المقطوع بين المؤسسة والمستهدفين .. كيف انحدر بشكل خطير.. كيف يتم علاج ذلك.. متى يتحقق ذلك..!!؟؟

مادام في الحياة بقية علينا أن نتفاءل.. برغم الألم والخيبة.. برغم الحسرة.. اليوم أعلن رئيس الاتحاد استقالته في تغير تاريخي لمنهجية التعامل مع الأزمات.. انتظروا ربما كان جرسًا لقادم من المتغيرات التي لا تتوقعوها ولاتتوقعوا مصدرها.. فقط انتظروا وتفاءلوا ..!!

قبل الطبع :

لا تسعى لإرضاء الناس جميعا.. يكفي أن ترضي ضميرك.