كم ندفع من أموال في محلها أو في غير محلها ؟! هذا السؤال نسأله أنفسنا، قبل أن نسأله غيرنا. وكل مرة، يشد الواحد منا شعره، لأنه بعد جرْد مصروفاته الإسبوعية، يكتشف أنه دفع فواتير لا طائل لها، ولن تعود على البيت بفوائد تُذكر!
هذا الشعور تملكني، بعد أن قرأت أن الموسوعة الإلكترونية «ويكيبيديا» استطاعت أن تحصد 20 مليون دولار من الهبات، حيث تبرع أحد مؤسسي «جوجل «، سيرغي برين وزوجته بمبلغ 500 ألف دولار ، وتزايدت المبالغ التي جمعتها هذه المؤسسة غير الربحية بوتيرة منتظمة منذ أولى حملات استدراج الهبات . وقالت المديرة التنفيذية للموسوعة: « يلجأ المستخدمون إلى الموسوعة التي تلقى استحسانهم، فيتبرعون بالقليل لكي تواصل تقدمها « . وأكدت مؤسسة ويكيبيديا أن أكثر من 470 مليون شخص يلجؤون شهرياً إلى مواقعها الإلكترونية التي تمول من الهبات وليس الإعلانات .
كم تحصل مكتباتنا الوطنية، او مدننا العلمية التقنية، أو دورنا الثقافية، أو مراكزنا البحثية، على هبات أو تبرعات من الأفراد أو المؤسسات؟! وكم يدفع هؤلاء الأفراد أو تدفع تلك المؤسسات من تبرعات على الخرابيط و البرابيط؟! صحيح إن الأموال هنا هي أموال الناس، ولهم مطلق الحرية في التصرف بها كيفما يشاءون، لكن: أليس الناس هناك لهم نفس الحرية؟!